من افعال وأقوال تنبئ عن عظيم منزلته وجلالته قدره ورفعة شأنه، وتدل على إبانته إياه على غيره، وتومي إلى إرادة رئاسته وتشير إلى قصد النبي (صلى الله عليه وآله) إظهار إمامته فهي كثيرة.
فأما الأفعال فمنها مؤاخاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام) فإنه قد اتفق الناس على أن النبي (عليه السلام) حين آخى بين أصحابه آخى بين علي ونفسه، وصفة المؤاخاة رووها عن عبد الله بن عمرو عن عبد الله بن العباس، قال ابن عمر: لما آخى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بين صحابته جاءه علي بن أبي طالب (عليه السلام) وعيناه تدمعان فقال: يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد فسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (أنت أخي في الدنيا والآخرة) (1).
وفي حديث ابن عباس قال: لما آخى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بين أصحابه من المهاجرين والأنصار وهو أنه (صلى الله عليه وآله وسلم (آخى بين أبي سكر وعمر وآخى بين عثمان بن عفان وبين عبد الرحمن بن عوف وآخى بين طلحة والزبير وآخى بين أبي ذر والمقداد ولم يؤاخ بين علي بن أبي طالب وبين أحد منهم خرج علي مغضبا إلى أن قال:
(أغضبت حين آخيت بين المهاجرين والأنصار ولم أؤاخ بينك وبين أحد منهم؟ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي إلا من أحبك فقد حف بالأمن والإيمان ومن أبغضك أماته الله ميتة