وصححوه (1) وبالجملة فالاتفاق حاصل عليه، والولي هنا هو الأولى بالتصرف لقول الله تعالى: [النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم] وجملة [وهم راكعون] حال من ضمير [ويؤتون الزكاة] أي يؤتون الزكاة في حال ركوعهم وإذا كان علي (عليه السلام) هو الأولى بالناس بولاية الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) عليهم كان هو الإمام إذ لا ولاية كذلك لغير الإمام ولا ولاية لغير علي (عليه السلام) من الصحابة للحصر ب " إنما " فالآية نص في إمامة علي (عليه السلام) وفي نفي إمامة غيره بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومتى قيل: كيف جعل لفظ الجمع موضع المفرد وما الفائدة في ذلك إذا كان المراد الواحد دون الجمع؟ قلنا: وضع الجمع موضع المفرد وارد في كلام العرب على كثرة إذا قصدوا تعظيم ذلك الواحد وتفخيم شأنه، وفي القرآن الكريم من ذلك الكثير قال الله تعالى: [والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون] (2) وقال تعالى: [إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا] (3) والاستدلال على هذا المطلب مما لا حاجة إليه لوضوحه وحمل الولاية في الآية على ما لا يرجع إلى فرض الطاعة والإمامة مثل المعونة والنصرة كما قاله القوشجي وقبيله والمعتزلي وأصحابه فاسد، لأنه يستلزم أن لا معين ولا ناصر للمؤمنين إلا الله تعالى والنبي (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) لدلالة الحصر بأنما على ذلك كما ذكرنا فيجب ألا يكون بعض المؤمنين ناصرا ومعينا لبعض، وهو خلاف نص الله تعالى بقوله:
[والمؤمنون بعضهم أولياء بعض] (4) وما يخالف كتاب الله باطل مردود،