ولم ير التعبير عن الشئ الذي سيتحقق غدا بالجملة الاسمية.
ثم إن هناك روايات متضافرة مصرحة بأن الجنة والنار مخلوقتان، فلا يمكن العدول عنها. (1) واستدل النافون لخلقهما بوجوه:
1. إن خلق الجنة والنار قبل يوم الجزاء عبث.
وفيه أن الحكم بالعبثية يتوقف على العلم القطعي بعدم ترتب غرض عليه، ومن أين لنا العلم بهذا؟ ويمكن عد ذلك من مصاديق لطفه تعالى كما أشار إليه المحقق اللاهيجي. (2) 2. إنهما لو خلقتا لهلكتا لقوله تعالى:
(كل شئ هالك إلا وجهه). (3) واللازم باطل للإجماع على دوامهما، وللنصوص الشاهدة بدوام أكل الجنة وظلها.
يلاحظ عيه: أنه ليس المراد من " هالك " هو تحقق انعدام كل شئ وبطلان وجوده، بل المراد أن كل شئ هالك في نفسه باطل في ذاته، هذا بناء على كون المراد بالهالك في الآية، الهالك بالفعل.
وأما إذا أريد منه الاستقبال - بناء على ما قيل من أن اسم الفاعل ظاهر