تنسبه اليه من الوعيد والتخليد بهذه القضية وان كنت تنزه جبروته عن المقايسة بعملك فمن عزلك عن الارجاء خائبا وسول لك القول بالتخليد واجبا؟
[نقد لنظرية الحسن او وجوب التكليف] واعلم ان قولك بحسن التكليف أو بوجوبه شئ عويص (1) بميزانك (2) ولو رجعت (3) فيه الى فتيا عقلك كان لوكة لك لاتسغيها. ولأضربن لك مثلا من رجل ثالث حشر رمزة (4) وجمع عصابة وقال: كل من أقل حصاة من هذه الحصى قيد شبر أثبته طودا من نضار و هضبة من ياقوت وزبرجد ومن خالف جدعته وسملته ثم صلبته وقتلته وهو رجل غنى عما سام الزمرة وندب اليه العصابة، سواء له انعم أو حرم لايبخله (5) أحدهما شيئا يبخل عنه (6) الاخر لانه في نفسه محول كل شر (7) ونائل كل خير ومزدرى (8) كل بهاء ومحبو بكل سناء (9) لاتكسبه الكلفة مزية لو وضعها خسرها، ولا به خصاصة يسدها باقتبال صنع واعتناق سعى بانعام أو غيره.
[خلاصة] وليس كالواحد منا ينعم لقضاء حق أو جزاء ولا لسان صدق وثناء يسرانه والمسرة ربح مفاد ولا شيوع ذكر وذيوع صيت يشرفانه - والشرف نعم اللباس - ولا اتيان بالاجمل في الفعل، فتكون حاله وقد أتى به أسعد من حاله لو تركه، لكنه غيرمثلنا غنى لايؤتى اليه آت يمده مجدا لولاه لحرز عنه وارث دونه ما ينهيه. ثم لايؤذيه خلاف ما كلفه ولايؤيسه و لاينكى بوجه من الوجوه فيه، سواء آتت الزمرة أمره طائعين أو صدوا عنه أجمعين. ومع