من الخواطر المضمحلة الى غايات نافرة بارادة خداج لا يتلقى منقوشها قوابل الذكر واعمل ما تكون هذه السنحات اذا شيعها من العادة اذعان أو كانت من أفنان شرخ اللذة فوافاها من الشهوة استيقاظ أو كانت من شرر سعير (1) الغضب فقادها من السخط ابتهاج (2) مطابقات من معان أخرى في سنحات اخرى ربما أعيا عدها وآذى التذكر استحضارها (3) و هنا لك اذا أومض من السنحات برق فكأنما أوقع ودقا فتنهض ارادة لائزة بالارض تحكى نهضة الطلاء الرابض رتعا ولولا تلك المعاون المزعجة لحشم منها الواقع ونام الواقف ولو كان بدل ذلك الوميض ودق وبدل ذلك البرق صعق.
[غاية فعل العابث والنائم] وما (4) تذهب (5) اليه من أن فعل العابث والنائم غير موصول بغاية ولا مسند الى غرض ولا منزعج اليه عن طارق ببال ولامعقود عليه قصد وهم، بل ان العبث لفعل غيرموصول بغاية عقلية أو غرض فكري انما له من لمعان التخيل مبدأ ومن غاياته منتهى، (6) فالنائم المنقوص في سبات الغرق هو أيضا في سباته متوهما (7) وبتوهمه حاس نازع وبنزاعه متحرك وان كان نزاعا غير مخروط في سلك رأى قار أو ظن معقود، انما هو تلويح مجتاز المثير محلول المغزى، والنائم قد يحس بالاذى احساسا محله من الاحساس محل التلويح من الفكر وان لم يكن علنا أو راسخا مركوزا.
ثم ان باطن النائم يقظان وتوهمه عامل وغريزة التوقان فيه رصد (8)، انما نام عن عدده الظاهرة دون أدواته الباطنة وقوة الشوق من داخله قائمة (9) وكامنه منتبه لابنائم عنه ولا لاه (1) فيه وسنحاته تحرك من شوقه تحريكها منه وهو مفصول ما بين شفرتين مفتوح