لايطعم إياه الا الغرس والوقص والبقر والنقع (1) والنهز والنهس وقد آتاه (2) من الشدق الهريت والناب الصليب والكف اللطومة والارص الابوزة والعصب المدمج والعظام الصم والرقبة الغلباء والكاهل المشرف واللبان الرحب والجنب المجفر والاطل اللاحق والمتن الازل والزند الالف ادوات اشدد بها معاون على لحاق الشارد وجدل المجاهد وفرس القنص. ولما خلق العقاب العنقاء (3) ذات مخالب عقف ومنسر اشغى وجناح افتخ ومنكب شبح وقوادم جثلة وخوافي مطارقة ومناكب لبدة وكلى واباهر كثة وشكير اثيث الى هامة فطحاء ومقلة غائرة وحدقة سحراء وحوصلة (4) مسجورة وعنق اتلع وفخذ اعصل محطوط وساق مجتدلة (5) مفتولة (6) ماخلقها لاقطة لحب ولا قاصلة لعشب ولا لاسة ولا حاسة، انما خلقها خارقة مازقة فاتكة هانكة (7) قادة فارية قاطة بارية.
ماكان بالعزيز القدير - جلت قدرته - عن ذلك رقة كرقتك او رقبة كرقبتك لايراعى ما تراعى (8) في مثله ماسميته عقلا. اذا صدقت عنه رواية ولم تأثر منه على وفاق هواك الان شهادة من كف الاذى واطفاء نار الهرج، بل جوز وامضى بحكم أدق سراطا وأشد تواريا من أن تلحظه عين ما سميته عقلا وجعلته اماما، واليك عن الاعتذار بالأعواض المذكورة عن آلام البطون الممزوقة (9) والفرائص المفصولة والاعناق المفروسة (10) بعد زمان ينسى المضيض ويزهق الترة ويفثأ الغيظ ويسل السخيمة وينزع الضب ويكون فيه ما كان، كأن لم يكن وما فجع كان لم يفجع وما اوجع كأن لم يوجع، لايفرق فيه بين التعويض و الحباء وبين الابتداء والجزاء، فان المهل اذا طالت والادوار اذا دارت والخطوب اذا تجللت انست العدو (11) عداوة الشئ.