[جواب عن اشكال] فان نشط ناشط لمعارضتنا بارادة الخالق جلت قدرته فليعلم ان تحصيل ارادته لخطب أغضى ليلا وأنأى معنى وأغلى ثمنا مما نحن فيه ومن الذى ساعد على أنها من قبيل ارادتنا الا بالاسم؟ ومن الذي أنعم بأنها حادثة من العدم؟ وكيف ما كان فان الامور التى يسلك اليها النهج المتضح ويسافر نحوها من جواد الطرق لايضلل عنها بالخفيات التى الطريق اليها أوعر والاحاطة بها أعسر، وما أنصف من جعل الجهل بمجهول دليلا على الجهل بمعلوم ولعل الذين ناجتهم الحكمة بالبيان انجتهم عن أخذة هذه المعارضة وعرفت اليهم الارادة الألهية تعريفا نزهها عن ملامة هذه المناقضة ولقد ضل من خام عن مسايرة العقل في كتم الحق، تقية أن يحط رحاله بمطرح من الألف وانما الراشد من الحر مع موضوع العقل ومرفوعه الى أي معرس اتفق ومن استأثر صحابة رفقة لم ينص على الرحلة ومن تعرفت اليه الوجهة كان من الرفاق على حرف فلنرجع الى ما انحرفنا عنه في شجن منه.
ونقول: تسمع هداك الله، ان هذه الدواعي لاتتناول النفوس كلها ببطش واحد وانما بينها وبين النفوس مناسبات شتى ولربما خشعت لعدة منها نفس، لاتنعجم لاضعافها فئات (1) اخرى كالمشرفية تعمل في ضريبة وتنبو عن اخرى والساعد واحد، وذلك اذا صلبت الضريبة (2) ولان المعمول فيه ورجعت كفه متأنثة والسبب في ذلك تفاوت النفوس في السجايا والاخلاق والتربية والعادات والفطانة والغباوة والهيابة والجسارة فان الدواعي الدارجة عن عش الشهوة لاتصبى المعشعش (3) كما تصبى الغر الشارخ ولاتصبى العزهاة كما تصبى الزير ولاتسبى (4) المتنسك كما تسبى (5) المنهمك المتهتك والدواعى التى