ولو ابتدأ (1) منعم (2) لابعلم، ثم عزاه الى انه عوض عن شجة او لكمة أو لطمة أو سبة أو اهانة أو زرية أو روعة أو اقناط أو اصابة أو كتم (3) نصيحة ماعهدها خسمون سنة ماوقع موقع العوض وكيف؟ والمهلة أشد تراخيا وبعدا وبين حدية (4) خفوت طويل وهمدة متمادية يعقبها نشور جديد واستئناف أمر يجرى واديه على الذكر. كلا انه تعالى يثيب فضلا وابتداء، لا اسقاط فرض وأداء، اذ لا فرض عليه ولا حق، يعلم ذلك من رزق علمه و عرف حكمه. هذا. ولعلك تحلنى محل من يعقل عن نابغ من أهل طاعة عقلك، ربما نبغ فشام على كلامى من غمد ذلك العقل سيفا وارسل اليه من جعبته رشقا وحاول نكث ماغزلته و فصل ماوصلته أو محل من يجهل.
ان على كل كلام كلاما وزمم كل قول قولا، فان السنة لن تفحمها الا غزارة (5) بصدق الكلام (6) وشفاها بالمحاجة (7) وجاها وان الاجراء (8) في الخلاء مبذول وكل في البراح هاتف، فلاتحلنى هذاالمحل ولاتبعدن (9) ان اكون اخبرهم بما على هذا الكلام بحسب عقلهم و أرماهم لفرائضه عن قوس وأهداهم الى (10) الزوغان عنه الى عقل الشغزبية ومماشاة العرصة والمحاربة والمجاهرة على عناد اصلهم ولعلنى (11) اجرى لسانا واشفى بيانا واضى بها رحجة واظمأ بحرقريحة وامضى ذباب خصومة، لكن كل سعى من هذا الشجار (12) في ذلك خائب وكل اضطراب فيه استنشار وكل ايماء (13) مخطئ، لان الفيصل في هذاالشجار الى عقل غير هذا العقل والمعبر اليه من طريق غير هذا الطريق وبفادزهر (14) غير هذا العقار و اسوة (15) غير هذا اللطوخ وغيضة (16) غير هذا الخم.