مفتعلة لا حقيقة لها، وجد الناس في رواية ما يجري هذا المجرى، حتى أشادوا بذكر ذلك على المنابر، والقي إلى معلمي الكتاتيب، فعلموا صبيانهم وغلمانهم من ذلك الكثير الواسع، حتى رووه، وتعلموه كما يتعلمون القرآن، وحتى علموه بناتهم ونساءهم وخدمهم وحشمهم، فظهر حديث كثير موضوع، وبهتان منتشر.
وأضاف ابن أبي الحديد: وقد روى ابن عرفة المعروف بنفطويه - وهو من أكابر المحدثين وأعلامهم - في (تاريخه) ما يناسب هذا الخبر (1).
هذه جملة من الآثار المنقولة في ذلك.
والذي يستخلص منها بوضوح أن المسموح به في عهد عمر، كان مسموحا به في عهد عثمان ومعاوية، والممنوع في عهدهما هو الممنوع في عهد عمر.
أما الممسوح في عهد عمر:
فيمكن تحديده من خلال النصين التاليين:
1 - قال عمر: أقلوا الرواية عن رسول الله، إلا فيما يعمل به (2).
فأحاديث العمل - وهي ما يرتبط بالصلاة، والصوم، والحج، وغير ذلك من متعلقات الأحكام الشرعية - واجبات وفرائض، ومستحبات وسنن - مسموح بها، ولا غرض لعمر فيها، لكن غيرها ممنوع.