تدوين السنة الشريفة - السيد محمد رضا الجلالي - الصفحة ٤٢٨
وأما جملة: حسبنا كتاب الله، فهي معروفة من كلام عمر قالها في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد جابهه بها، وهو صلى الله عليه وآله وسلم مسجى على فراش الموت (1) وذكرنا سابقا مصادر قول عمر:
حسبنا كتاب الله (2).
وأهم ما يجب التنبيه عليه في هذا المجال:
أن النصوص النبوية الدالة على وجوب رواية الحديث، ونقله، وتبليغه، ونشره، وحمله، وأدائه إلى الآخرين، متضافرة، لا مجال للتشكيك في صدورها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بل هي تجوز حد التواتر المعنوي، وبعض ألفاظها مستفيض قطعا، إليك بعض نصوصها، ومصادرها:
قال صلى الله عليه وآله وسلم: نضر الله أمرء سمع مقالتي فوعاها، وأداها، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه (3).
وقال - في حديث -: احفظوهن، وأخبروا بهن من ورائكم (4).

(1) أنظر (ص 359) الفصل الثالث من القسم الثاني.
(2) أنظر (ص 80 - 81) الفصل الثاني من القسم الأول.
(3) رواه أحمد في مسنده (1 / 437) و (4 / 80) و (5 / 183) وفي طبعة شاكر:
(6 / 96) والحديث رقم (4157) وبألفاظ أخرى في (4 / 82) و (3 / 325) وانظر سنن ابن ماجة (1 / 4 - 85) ومستدرك الحاكم (1 / 87 و 88) وجامع بيان العلم (1 / 39) وكنز العمال (10 / 258) رقم (29375) وقبله وبعده.
(4) فتح الباري لابن حجر (1 / 194) ومسند أحمد (1 / 228).
(٤٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 ... » »»
الفهرست