وأما جملة: حسبنا كتاب الله، فهي معروفة من كلام عمر قالها في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد جابهه بها، وهو صلى الله عليه وآله وسلم مسجى على فراش الموت (1) وذكرنا سابقا مصادر قول عمر:
حسبنا كتاب الله (2).
وأهم ما يجب التنبيه عليه في هذا المجال:
أن النصوص النبوية الدالة على وجوب رواية الحديث، ونقله، وتبليغه، ونشره، وحمله، وأدائه إلى الآخرين، متضافرة، لا مجال للتشكيك في صدورها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بل هي تجوز حد التواتر المعنوي، وبعض ألفاظها مستفيض قطعا، إليك بعض نصوصها، ومصادرها:
قال صلى الله عليه وآله وسلم: نضر الله أمرء سمع مقالتي فوعاها، وأداها، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه (3).
وقال - في حديث -: احفظوهن، وأخبروا بهن من ورائكم (4).