تدوين السنة الشريفة - السيد محمد رضا الجلالي - الصفحة ٣٦٢
هيهات! فإنهم مدعون، ضالون (1).
وقال الشيخ المحدث الدكتور محمد أبو شهبة - أستاذ الأزهر -:
قد ظهرت فئة في القديم والحديث، تدعو إلى هذه الدعوة الخبيثة [وهي الاكتفاء بالقرآن] وغرضهم هدم نصف الدين، أو إن شئت قلت: تقويض الدين كله.
لأنه إذا أهملت الأحاديث، فسيؤدي ذلك ولا ريب إلى استعجام معظم القرآن على الأمة، وعدم معرفة المراد منه.
وإذا أهملت الأحاديث واستعجم القرآن، فقل: على الإسلام العفاء (2).
وقال الأستاذ علي حسب الله: قد ابتلي المسلمون في كل العصور بمن يحاول صرفهم عن الإسلام، تارة بالطعن في كتابه، وأخرى بمحاولة انتقاصه من أطرافه، بالطعن في السنة التي تفصل ما أجمل منه، وتوضح ما خفي.
وكأنهم حين وقفوا من القرآن أمام جبل شامخ لا يلين، رجعوا - بعد العناء - بخفي حنين، ظنوا أنهم قادرون على النيل منه بتوهين السنة التي هي عماد بيانه، فسلكوا لذلك طرقا، وتكلفوا شططا:
فمنهم من طعن في متن الحديث، فأنكر منه ما لم يوافق هواه،

(1) نقلنا مضمون كلامه من مقدمته لكتاب تدوين حديث لمناظر أحسن كيلاني (ص ج - ح).
(2) في رحاب السنة (ص 13) ودفاع عن السنة (ص 15 - 16).
(٣٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 ... » »»
الفهرست