فهو مصدر من غير جنسه، أي يبعثك يوم القيامة بعثا أنت محمود فيه، ويجوز أن يجعل البعث بمعنى الإقامة أي يقيمك ربك مقاما يحمدك فيه الأولون والآخرون، وهو مقام الشفاعة يشرف فيه على جميع الخلائق يسأل فيعطى ويشفع فيشفع، وقد أجمع المفسرون على أن المقام المحمود هو مقام الشفاعة وهو المقام الذي يشفع فيه للناس، وهو المقام الذي يعطى فيه لواء الحمد فيوضع في كفه وتجتمع تحته الأنبياء والملائكة، فيكون صلى الله عليه وآله أول شافع وأول مشفع.
- بحار الأنوار ج 8 ص 47:
تفسير العياشي: عن عيص بن القاسم عن أبي عبد الله (عليه السلام) إن أناسا من بني هاشم أتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسألوه أن يستعملهم على صدقات المواشي وقالوا: يكون لنا هذا السهم الذي جعله للعاملين عليها فنحن أولى به فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا بني عبد المطلب إن الصدقة لا تحل لي ولا لكم، ولكني وعدت الشفاعة - ثم قال: والله أشهد أنه قد وعدها - فما ظنكم يا بني عبد المطلب إذا أخذت بحلقة الباب أتروني مؤثرا عليكم غيركم؟ ثم قال: إن الجن والإنس يجلسون يوم القيامة في صعيد واحد، فإذا طال بهم الموقف طلبوا الشفاعة فيقولون: إلى من؟ فيأتون نوحا فيسألونه الشفاعة فقال: هيهات قد رفعت حاجتي، فيقولون: إلى من إلى إبراهيم، فيأتون إلى إبراهيم فيسألونه الشفاعة فيقول: هيهات قدر رفعت حاجتي، فيقولون:
إلى من فيقال: إيتوا موسى فيأتونه فيسألونه الشفاعة فيقول: هيهات قد رفعت حاجتي، فيقولون إلى من؟ فيقال إيتوا محمدا، فيأتونه فيسألونه الشفاعة فيقوم مدلا حتى يأتي باب الجنة فيأخذ بحلقة الباب ثم يقرعه، فيقال: من هذا؟ فيقول:
أحمد فيرحبون ويفتحون الباب، فإذا نظر إلى الجنة خر ساجدا يمجد ربه بالعظمة، فيأتيه ملك فيقول: إرفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع، فيرفع رأسه، فيدخل من باب الجنة فيخر ساجدا ويمجد ربه ويعظمه فيأتيه ملك فيقول: إرفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع، فيقوم فما يسأل شيئا إلا أعطاه إياه. انتهى.