السيف! ولم يكونوا يستطيعون أن يتفوهوا بحرف على شخص النبي (صلى الله عليه وآله)، وإلا كفروا وعرضوا أنفسهم لسيوف الأنصار!
ثانيا - أن القرشيين كانوا في حياة النبي (صلى الله عليه وآله) وفي عاصمته، وتحت لواء نبوته، وتحت سيوف الأنصار.. شرسين على أسرته وعشيرته (صلى الله عليه وآله)، وكانت ألسنتهم بذيئة على أصل النبي (صلى الله عليه وآله) وعشيرته، حتى ضج من ذلك الأنصار، وجاؤوا يشكون إلى النبي (صلى الله عليه وآله) بذاءة قريش بحقه، طالبين منه معالجة هذه الألسنة المنافقة، أو إصدار أمر بتقتيلهم. وقد قال الهيثمي عن حديث شكوى الأنصار: رجاله رجال الصحيح!!
ثالثا - أن الحوادث التي تكلم فيها القرشيون على أسرة النبي (صلى الله عليه وآله) متعددة، فقد نقلت كتب الحديث منها أكثر من عشرة حوادث، ولا بد أن ما لم تنقله أكثر وأعظم!!
رابعا - أن النبي (صلى الله عليه وآله) كانت حساسيته من هذا الموضوع عالية جدا، وكان رده دائما شديدا، فهو يتعامل معه على أنه موضوع ديني وليس موضوعا شخصيا، لأن عدم الإيمان بأسرته الطاهرة، يساوق عدم الإيمان به (صلى الله عليه وآله) خامسا - أن إحدى الحوادث كانت كبيرة بذاتها، أو بالتراكم، فغضب الله تعالى لغضب نبيه (صلى الله عليه وآله)، وأمره بالرد على القرشيين (المسلمين الصحابة) وإتمام الحجة عليهم، وأنزل عليه جبرئيل ليكون إلى جانبه يوجهه ويجيبه عن أنساب القرشيين، وعن مستقبلهم في الجنة أو في النار!!!.
سادسا - أن النبي (صلى الله عليه وآله) أحضرهم في المسجد وأمر الأنصار بمحاصرتهم بالسلاح، وخطب خطبة نبوية نارية بليغة عاصفة، صب فيها الغضب الإلهي والنبوي على القرشيين، وتحداهم في أنسابهم وأعمالهم ونواياهم! فلفوا رؤوسهم! واستغشوا ثيابهم! وعلا خنينهم وبكاؤهم! وكان ذلك أشد يوم عليهم!!!
فتدارك الموقف زعيمهم وتقدم وبرك على قدمي النبي (صلى الله عليه وآله)! وقبلها! وبكى له!
ليعفو عنهم! ولا يفضح أنسابهم! وعشائرهم! ولا يصدر عليهم حكمه بالقتل، أو