وفي علل الشرائع: 1 / 86: (عن ابن شبرمة قال: دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمد صلى الله عليه وآله فقال لأبي حنيفة: إتق الله ولا تقس الدين برأيك، فإن أول من قاس إبليس، أمره الله عز وجل بالسجود لآدم فقال: أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين... ثم قال لأبي حنيفة: أخبرني عن كلمة أولها شرك وآخرها إيمان؟ قال لا أدري، قال هي كلمة: لا إله إلا الله، لو قال لا إله: كان شركا، ولو قال: إلا الله، كان إيمانا. ثم قال جعفر عليه السلام: ويحك أيهما أعظم قتل النفس أو الزنا؟ قال قتل النفس، قال عليه السلام: فإن الله عز وجل قد قبل في قتل النفس شاهدين ولم يقبل في الزنا إلا أربعة، ثم قال عليه السلام: أيهما أعظم الصلاة أم الصوم؟ قال: الصلاة، قال عليه السلام: فما بال الحائض تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة؟! فكيف يقوم لك القياس؟! فاتق الله ولا تقس).
وفي الأصول العامة للفقه المقارن ص 329، عن حلية الأولياء لأبي نعيم: 3 / 197:
(عن ابن جميع قال: (دخلت على جعفر بن محمد أنا وابن أبي ليلى وأبو حنيفة فقال لابن أبي ليلى: من هذا معك؟ قال: هذا رجل له بصر ونفاذ في أمر الدين.
قال: لعله يقيس أمر الدين برأيه. إلى أن قال، في حديث طويل:
يا نعمان، حدثني أبي عن جدي: أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أول من قاس أمر الدين برأيه إبليس، قال الله تعالى له: أسجد لآدم، فقال: أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين، فمن قاس الدين برأيه قرنه الله تعالى يوم القيمة بإبليس، لأنه أتبعه بالقياس! ثم قال له.... أيهما أعظم قتل النفس أو الزنا؟... الخ.)...
وقد روت مجلس أبي حنيفة عند الإمام الصادق عليه السلام روايات متعددة، جاء في بعضها أن أبا حنيفة حاول أن يتخلص من إحراجه في القياس والعمل بالظنون، بإحراج الإمام الصادق عليه السلام في موقفه من تولي أبي بكر وعمر وعثمان، الأمر