وبعد هذه الخلاصة عن عملهم الدائب لاتهام رسول الله صلى الله عليه وآله بأنه كان يجتهد ويعمل بالظن ويقع في أخطاء، وعملهم الدائب لعصمة من يحبونهم.. نصل إلى هدفهم من ذلك وهو: تأصيل اتباع الظن، وإقامة دينهم على الظنون!
فقد كانوا بحاجة ماسة إلى إشاعة هذه النظرية، لأن أسلافهم بإعراضهم عن أهل البيت النبوي عليهم السلام فقدوا العلم القطعي، ولم يبق عندهم إلا الظنون! وقد وصفهم الإمام الباقر عليه السلام بأنهم تركوا النهر العظيم وأخذوا يمصون الثماد!
والنهر العظيم هو العلم القطعي عند النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، والثماد هو الرمل الرطب الذي فيه بلل الماء!! ففي الكافي: 1 / 222: (قال أبو جعفر عليه السلام: يمصون الثماد ويدعون النهر العظيم، قيل له: وما النهر العظيم؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وآله والعلم الذي أعطاه الله، إن الله عز وجل جمع لمحمد صلى الله عليه وآله سنن النبيين من آدم وهلم جرا إلى محمد صلى الله عليه وآله. قيل له: وما تلك السنن؟ قال: علم النبيين بأسره، وإن رسول الله صلى الله عليه وآله صير ذلك كله عند أمير المؤمنين عليه السلام.
فقال له رجل: يا ابن رسول الله فأمير المؤمنين أعلم أم بعض النبيين؟
فقال أبو جعفر عليه السلام: إسمعوا ما يقول! إن الله يفتح مسامع من يشاء، إني حدثته أن الله جمع لمحمد صلى الله عليه وآله علم النبيين، وأنه جمع ذلك كله عند أمير المؤمنين عليه السلام وهو يسألني أهو أعلم أم بعض النبيين؟!). (أيضا: بصائر الدرجات ص 137).
* * الأسئلة 1 - هل توافقون ابن حبان على قوله: (إن الله عز وجل نزه أقدار أصحاب رسوله عن ثلب قادح، وصان أقدارهم عن وقيعة متنقص، وجعلهم كالنجوم يقتدى