قريب من الصراحة أن أبا بكر وعمر معصومان كعصمة الأنبياء عليهم السلام بلا أي فرق!!
والذهبي الملقب بشمس الدين هو (محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز التركماني) معروف بكثرة مؤلفاته، وبتشدده في النقد الرجالي والحديثي خاصة في أحاديث فضائل علي وأهل البيت عليهم السلام، لكنه لم يملك نفسه فاندفع في حب عمر وأبي بكر، وأفتى صراحة بأن العصمة لا تختص بالأنبياء عليهم السلام بل تشمل معهم نوعين من الناس هما: أبو بكر الصديق لتصديقه النبي صلى الله عليه وآله وعمر الفاروق، لأنه حاكم عادل! قال في كتابه (الموقظة في علم مصطلح الحديث) ص 84، بعد أن قسم طبقات أئمة الجرح والتعديل إلى: الحاد، والمعتدل، والمتساهل، قال ما لفظه: (والعصمة للأنبياء عليهما السلام، والصديقين، وحكام القسط)!! انتهى.
وبذلك أضاف الذهبي من جيبه إلى الأنبياء عليهم السلام نوعين: الأول، الصديقون ليثبت العصمة لأبي بكر. والثاني، حكام القسط ليثبتها لعمر لأنه حاكم عادل!
وإنما قلنا إنه وضع القاعدة من أجلهما خاصة، لأنهم لا يقولون بعصمة كل صديق، ولا كل حاكم عادل، وإلا لزم أن يقولوا بعصمة كسرى الذي رووا أن النبي صلى الله عليه وآله قال عنه (ولدت في زمن الملك العادل)! والذهبي نفسه أعطى وصف الملك العادل لمجموعة سلاطين تراكمة وشراكسة مع أنه لا يثبت لهم العصمة، وفيهم رافضي قوي الرفض على حد قوله، هو رزيك بن طلائع بن رزيك سلطان مصر! قال في سير أعلام النبلاء: 15 / 208: (وولي مكانه (طلائع) ولده الملك العادل رزيك، وكان مليح النظم، قوي الرفض، جوادا شجاعا، يناظر على الإمامة والقدر)! كما وصف: تقاق بن سلجوق التركماني بأنه الملك العادل، في سير أعلام النبلاء: 18 / 243، وكذلك وصف ألب أرسلان في: 18 / 414، ونور الدين حاكم الموصل: 20 / 190، وعلي بن السلار الكردي: 20 / 281، وأبا بكر بن أيوب الأيوبي: 23 / 184، وطومباي الأول، في تذكرة الحفاظ ص 7، وغيرهم ممن