أما قولنا إنهم عصموا أبا بكر في مقابل جميع الصحابة، فيكفي لإثباته أن تنظر إلى تحيزهم لهما في كل خلاف لهما مع الصحابة، وحكمهم بأن الحق دائما مع أبي بكر وعمر! من يوم السقيفة إلى يوم وفاتهما! بل الحق معهما قبل ذلك في مقابل رسول الله صلى الله عليه وآله!!
وبعد عصر أبي بكر وعمر، فالحق دائما مع عثمان لأنه على خطهما، ثم مع عائشة وطلحة والزير لأنهم على خطهما، ثم مع معاوية لأنه على خطهما!
بل، لقد تجاوزوا القول بعصمتهما فكفروا كل من ينتقدهما! ومعناه أنهم جعلوا ولايتهما واتباعهما جزء من الدين، بل ركنا لا يتحقق الإسلام إلا به!!
بل، ما أيسر أن تجد في صحيح البخاري وغيره، الحكم بالجنة لمن شهد أن لا إله إلا الله، ولو لم يشهد بالنبوة لمحمد صلى الله عليه وآله، بينما تجد أن من أنكر أبا بكر وعمر وأبغضهما، فلن يشم ريح الجنة! وهذا يعني أن الشهادة لأبي بكر وعمر بمقامهما المميز من الدين، أعظم من الشهادة لرسول الله صلى الله عليه وآله بالنبوة!
ففي البخاري: 1 / 41: (أن النبي (ص) قال لمعاذ: من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة. قال ألا أبشر الناس؟ قال: لا، أخاف أن يتكلوا).
وفي: 2 / 55 و: 6 / 202: (فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله). وروى شبيهه في: 1 / 33، ورواه أحمد: 4 / 44).
وفي البخاري: 7 / 172: (لن يوافي عبد يوم القيامة يقول لا إله إلا الله يبتغي به وجه الله إلا حرم الله عليه النار). انتهى.
فكل من يقول (لا إله إلا الله) حتى بدون عمل، وحتى قبل موته أو عند موته. يدخل الجنة، وأحاديثهم في ذلك مطلقة لا شرط فيها!!
* *