وثانيهما، أن النبي صلى الله عليه وآله أمر الأمة بطاعة الصحابة، ولو كانوا يعصون الله تعالى لما أمر بطاعتهم، فإن أمر الله تعالى بالطاعة المطلقة لإنسان غير معصوم، محال.
وأنت تلاحظ أنه أخذ مقام العترة النبوية عليهم السلام وأعطاه للصحابة واستدل بأدلته!
وقد أجمع المسلمون على اختلاف مذاهبهم على أن النبي صلى الله عليه وآله أمر أمته باتباع القرآن والعترة عليهم السلام لا الصحابة، كما في الحديث المتواتر: (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي)، وأمر المسلمين أن يصلوا في صلاتهم عليه وعلى عترته عليهم السلام، لا عليه وعلى صحابته.. الخ.!
فلو قلت لهم: أعطونا نصا على أن الله تعالى جعل دينه أمانة بأيدي الصحابة، وأمر الأمة بطاعتهم بعد النبي صلى الله عليه وآله، لما استطاعوا أن يجيبوا!
ولو قلت لهم: لقد عرفتم الصحابة بأنهم الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وآله، فهم أكثر من مئة ألف، فهل كل هؤلاء عندكم عمليا معصومون؟!
لأجابوك: كلا، بل كبارهم، مثل أبي بكر وعمر!
ولو سألتهم: إنكم تقولون إن الصحابة كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم، وأهل البيت عليهم السلام صحابة وعترة، فهل يكفي أن نتبعهم ونترك غيرهم؟!
لأجابوك: كلا لا يكفي ذلك، حتى تتبعوا أبا بكر وعمر!!
فالصحابة عندهم إذن، أبو بكر وعمر وعائشة وحفصة وعثمان، والعصمة التي يريدون إثباتها إنما هي لهؤلاء فقط لا غير! ولا شأن لهم ببقية الصحابة!!
الذهبي يخترع قاعدة خاصة لعصمة أبي بكر وعمر!
رغم أن علماءهم يتكلمون عن عصمة الصحابة بلفافة، وعن عصمة أبي بكر وعمر بلفافة أقل غلظة، كما رأيت من ابن حبان الذي هو من كبار أئمتهم في القرن الثالث. لكن الذهبي، وهو من كبار أئمتهم في القرن الثامن، كتب بنحو