لا يراهم معصومين، فهو إذن يقصد بحكام القسط والعدل عمر وحده!
أقول: ليتهم ساووا في العصمة بينهما وبين النبي صلى الله عليه وآله، فقد رأيت أنهم قتلوا أنفسهم لكي يثبتوا أخطاء النبي صلى الله عليه وآله حتى في تبليغ الوحي!
بينما قتلوا أنفسهم لكي يصححوا عمل أبي بكر وعمر، صغيره وكبيره، فجعلاهما بذلك أفضل من النبي صلى الله عليه وآله، ومن كافة الأنبياء عليهم السلام!!
النبي صلى الله عليه وآله يخطئ، لكن الأمة معصومة لأن فيها أبا بكر وعمر!
قال السيد العاملي في الصحيح من السيرة: 1 / 220: (عصمة الأمة في الخطأ):
وإذا كان الرسول يخطئ في اجتهاده، فإن الأمة معصومة عن الخطأ، بل سيأتي حين الحديث حول صحة ما في البخاري ومسلم: أن ظن الأمة لا يخطئ أيضا. أي أنه إذا حصل إجماع بعد الخلاف، فإن ذلك يلغي أي تشكيك بصحة ما أجمعوا عليه، بل لابد من الحكم بصحته وصوابه، لأن الأمة معصومة (1).
وقد واجه القائلون بعصمة الأمة فكرة أن تكون الأمة أعلى رتبة من النبي صلى الله عليه وآله فكيف وجب عليها طاعته واتباعه؟ فأزعجهم ذلك وحاولوا التخلص منها، فما أفلحوا في ذلك فراجع).
وقال في هامشه: (1) راجع: تهذيب الأسماء: 1 / 42، وراجع: الإلمام: 6 / 123، والباعث الحثيث ص 35 وشرح صحيح مسلم للنووي، مطبوع بهامش إرشاد الساري: 1 / 28، ونهاية السؤل: 3 / 325 وسلم الوصول: 3 / 326، وعلوم الحديث لابن الصلاح ص 24، وإرشاد الفحول ص 82 و 80، والإحكام للآمدي: 4 / 188 و 189. (2) راجع: الإحكام: 4 / 188، ففيه ما يستفاد منه ذلك، وناقشه بما لا يجدي، وكذا في كتاب: اجتهاد الرسول ص 141 و 142 عن مصادر أخرى). انتهى.
وقال الجصاص في الفصول: 3 / 281: (فإن قال قائل: لو جاز وقوع الإجماع عن اجتهاد ولا يكون مع ذلك إلا حقا وصوابا لأوجب أن يكون اجتهاد الأمة أفضل