فقد أرادا أن يكون (بعض) سنة النبي صلى الله عليه وآله دينا كالقرآن وليس (كلها)! ولكنهما لم يجرؤا على إعلان ذلك خوفا من أن يقرأ عليهما بعض الصحابة: (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض)؟! ألم يقل لكم الله تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب). (الحشر: 7)؟!!
نعم، إنه لا تفسير لمواجهتما للنبي صلى الله عليه وآله لمنعه من كتابة وصيته، ثم منعهما من تدوين سنته، ثم مصادرتهما حرية الصحابة في تحديث الأمة عن نبيها صلى الله عليه وآله، ثم تحديثهما هما عن النبي صلى الله عليه وآله.. الخ. إلا أنهما أرادا اختيار هذا (البعض) الذي يصلح أن يكون جزءا من الدين، واستبعاد ذلك (البعض) الذي لا يصلح!! وقد صرح بنحو ذلك عمر فقال للصحابة الذين حبسهم بجرم التحديث: (أقيموا عندي، لا والله لا تفارقوني ما عشت! فنحن أعلم نأخذ ونرد عليكم). (كنز العمال: 19 / 285)!
نعم إن الذي أفصح عنه رشيد رضا هو لب المسألة، وهو تحديد دائرة الدين وجعل هذا الشئ جزء منه أو خارجا عنه!
لكن الذي يملك هذا الحق في اعتقادنا نحن أتباع أهل البيت الطاهرين عليهم السلام هو فقط رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله! لا عمر، ولا علي، ولا كل الصحابة، ولا كل أهل الأرض أجمعين أكتعين!
ويظهر أن أتباع أبي بكر وعمر يعتقدون أن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله أعطيا هذا الحق للشيخين فصارا أمينين على الرسالة بعد النبي صلى الله عليه وآله! وهذا يعني تأسيس دين جديد يكون فيه لأبي بكر وعمر حق النقض على أحاديث خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله؟!! فهل تعطون لهما حقا لم يعطه الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله فقال: ولو تقول علينا بعض الأقاويل. لأخذنا منه باليمين. ثم لقطعنا منه الوتين. فما منكم من أحد عنه حاجزين. (الحاقة: 43 - 46)؟!!