بدفن رسول الله حتى سمعت صوت المساحي من آخر الليل ليلة الأربعاء)!! ورواه البيهقي في سننه: 3 / 409!
فكيف تقول عائشة إن النبي صلى الله عليه وآله توفي في غرفتها وفي حجرها! وكيف تركت جنازته وذهبت خارج بيتها إلى هنا وهناك لتدبير أمر الخلافة لأبيها؟!
وهل يجب على النبي صلى الله عليه وآله أن يخبر عائشة بما يوصي به لعلي عليه السلام أو بما يورثه إياه من العلم، وأن يكون ذلك في حضورها؟!!
وقد كان البخاري ألين من عائشة بعض الشئ في توريث النبي صلى الله عليه وآله فاعترف بأنه ورث أرضا وسلاحا وبغلة، قال في: 5 / 144: (عمرو بن الحرث قال: ما ترك رسول الله (ص) دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة، إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها، وسلاحه، وأرضا جعلها لابن السبيل صدقة)! انتهى.
وقد ورد أن أرض الصدقة هذه سبعة بساتين أوقفها رسول الله صلى الله عليه وآله وجعل عليا وليا عليها، ولم يشر البخاري إلى ذلك وكأن النبي صلى الله عليه وآله جعلها سائبة بلا متول!
لكن بقيت أمام مصادرهم مشكلة أكبر من البغلة والأرض، وهي صحيفة من العلم كانت مربوطة في ذؤابة سيف النبي صلى الله عليه وآله، وقد توصلوا إلى حلها فجعلوها العلم الوحيد الذي ورثه النبي صلى الله عليه وآله لأهل بيته عليهم السلام، وهونوا من أمرها بأنها لم يكن فيها كثير علم، بل أحكام عامة!!
لهذا ترى مصادرهم تؤكد وتكرر بقصد، عن لسان علي وأهل بيته عليهم السلام يحلفون بالأيمان المغلظة أن النبي صلى الله عليه وآله لم يورثهم غير هذه الصحيفة الصغيرة، وأن مضمونها عام وعادي! وقد روى البخاري روايتها في صحيحه ثمان مرات على الأقل! كلها عن علي وأولاد علي عليهم السلام وكلها يؤكد فيها علي عليه السلام و (براءته) من تهمة توريث النبي صلى الله عليه وآله إياه شيئا من العلم غير هذه الصحيفة!