قال البخاري: 2 / 221: (عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه قال: ما عندنا شئ إلا كتاب الله وهذه الصحيفة عن النبي (ص): المدينة حرم ما بين عائر إلى كذا، من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل. وقال: ذمة المسلمين واحدة فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل، ومن تولى قوما بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل. قال أبو عبد الله (أي البخاري): عدل: فداء).
وقال في: 4 / 30: (عن أبي جحيفة قال: قلت لعلي: هل عندكم شئ من الوحي إلا ما في كتاب الله؟ قال لا، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن. قلت وما في الصحيفة؟ قال: العقل، وفكاك الأسير، وأن لا يقتل مسلم بكافر)!. وكرر البخاري ذلك بصيغ متضاربة عن مضمون هذه الصحيفة في: 4 / 67 و 69 و: 8 / 10 و 45 و 47 و 144. ثم قلدته أكثر المصادر، مثل مسلم: 4 / 115 و 217 و: 6 / 85، وابن ماجة: 2 / 168 وأبو داود: 1 / 168 و: 2 / 177 والنسائي: 8 / 23!
وكان ابن حنبل صاحب الرقم القياسي حيث رواها في المجلد الأول من مسنده فقط عشر مرات في الصفحات 97 و 81 و 100 و 102 و 110 و 118 و 119 و 126 و 151 و 152!!
لكن هل نفعت هذه الروايات في إقناع المسلمين بأن نبيهم صلى الله عليه وآله كان بدعا من الرسل والأنبياء عليهم السلام الذين أمروا أممهم بالوصية، وأوصى كل واحد إلى وصيه وأهل بيته!
فهل يعقل أن يكون خاتم النبيين وأفضلهم صلى الله عليه وآله قد بلغ المسلمين وجوب الوصية على كل مسلم، وأخبرهم بوفاته عن قريب، وحج بالمسلمين حجة الوداع، ثم مات ولم يكتب شيئا، ولم يوص بشئ؟!