وقيل: لا حرج في أن لا تحدثوا عنهم، لأن قوله أولا حدثوا صيغة أمر تقتضي الوجوب، فأشار إلى عدم الوجوب وأن الأمر فيه للإباحة بقوله ولا حرج، أي في ترك التحديث عنهم). انتهى.
فلماذا لا تأخذون بأحد هذه الوجوه في تفسير الحديث، وهي موافقة لتفسير أهل البيت عليهم السلام؟!
5 - ألا ترون أن أكثر من روى حديث (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) هو عبد الله العاص وأبو هريرة اللذان أكثرا من رواية أساطير اليهود والنصارى، فلعلهما يريدان بوضع الحديث تبرير عملهما؟
فحديث البخاري عن ابن العاص (بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار). ورواه عنه أحمد: 2 / 159, و 202، و 214، وعبد الرزاق: 6 / 109، والترمذي: 4 / 147، وابن بهرام الدارمي: 1 / 136.
وحديث أبي هريرة رواه أحمد: 2 / 474 و 502، و أبو داود: 2 / 180، والشافعي في رسالته ص 397.
قال السيد علي الشهرستاني في وضوء النبي: 2 / 500: (فيمكننا أن نطرح احتمالا فيما رواه البخاري وغيره عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وآله قوله (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) وأنها جاءت لإعذار أمثاله ممن رووه عن بني إسرائيل، إذ لا يعقل أن يجيز النبي صلى الله عليه وآله كما في رواية عبد الله نقل الإسرائيليات ولاحرج، ويحظر على الآخرين نقل روايته صلى الله عليه وآله كما جاء في نقل الآخرين عنه. وكذا يمكننا طرح احتمال آخر في سبب تسمية عبد الله صحيفته بالصادقة، وأنها جاءت لرفع تشكيكات المشككين من الصحابة والتابعين،