لم ينفعها نهي النبي صلى الله عليه وآله إياها عن بغض علي عليه السلام، بل أوصلتها حساسيتها منه إلى حرب الجمل وعشرين ألف قتيل، ومصائب ما زالت تعاني منها الأمة!
قال البخاري في صحيحه: 3 / 186: (عن الأسود قال ذكروا عند عائشة أن عليا رضي الله عنهما كان وصيا، فقالت: متى أوصى إليه! وقد كنت مسندته إلى صدري أو قالت حجري، فدعا بالطست فلقد انخنث في حجري!! فما شعرت أنه قد مات! فمتى أوصى إليه؟!). (ورواه أيضا: 5 / 143، ورواه مسلم: 5 / 74، والنسائي: 1 / 32 و 75 و: 6 / 241، وابن ماجة: 1 / 519، وأحمد: 6 / 32).
وقال مسلم: 5 / 75: (عن مسروق عن عائشة قالت: ما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله دينارا، ولا درهما، ولا شاة، ولا بعيرا، ولا أوصى بشئ!). ورواه النسائي: 6 / 240، وابن ماجة: 2 / 900، وأبو داود: 1 / 654.
ولكن الحاكم روى حديثا وصححه بأن النبي صلى الله عليه وآله لم يتوف في حجر عائشة، بل توفي وهو يناجي عليا عليه السلام، قال في المستدرك: 3 / 138: (عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: والذي أحلف به أن كان علي لأقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وآله. عدنا رسول الله صلى الله عليه وآله غداة وهو يقول جاء علي جاء علي؟ مرارا! فقالت فاطمة رضي الله عنها كأنك بعثته في حاجة، قالت: فجاء بعد. قالت أم سلمة: فظننت أن له إليه حاجة، فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب وكنت من أدناهم إلى الباب، فأكب عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وجعل يساره ويناجيه ثم قبض رسول الله صلى الله عليه وآله من يومه ذلك، فكان علي أقرب الناس عهدا. (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه!).
وروى أحمد في مسنده: 6 / 62: أن عائشة أقسمت أنها كانت غائبة يومين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله ولم تشهد جنازته! قال: (عن عمرة عن عائشة قالت: والله ما علمنا