ما هو دون ذلك! فكيف والمنصوص عنه موافق للمنصوص في التوراة! فإنك تجد عامة ما جاء به الكتاب والأحاديث في الصفات موافقا مطابقا لما ذكر في التوراة!! وقد قلنا قبل ذلك إن هذا كله مما يمتنع في العادة توافق المخبرين به من غير مواطأة وموسى لم يواطئ محمدا، ومحمد لم يتعلم من أهل الكتاب، فدل ذلك على صدق الرسولين العظيمين، وصدق الكتابين الكريمين). انتهى!
يقصد ابن تيمية أن الشئ الوحيد الذي عابه الله على اليهود في توحيدهم، هو قولهم (عزير ابن الله)، وهذا يعني أنه أقر ما بقي من صفات تجسيم الله تعالى الموجودة في توراتهم!!
وقال ابن تيمية في الإيمان ص 424: (وفي الصحيحين في حديث الشفاعة: يقول كل من الرسل إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله... وكذلك ضحكه إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر، كلاهما يدخل الجنة، وضحكه إلى الذي يدخل الجنة آخر الناس ويقول: أتسخر بي وأنت رب العالمين! وكل هذا في الصحيح).
وقال المزي في تهذيب الكمال: 20 / 33: (وقال حنظلة بن أبي سفيان، عن عروة بن محمد: لما استعملت على اليمن قال لي أبي: أوليت اليمن؟ قلت: نعم. قال: إذا غضبت فانظر إلى السماء فوقك وإلى الأرض أسفل منك ثم أعظم خالقهما.
وقال سماك بن الفضل: كنت عند عروة بن محمد جالسا وعنده وهب بن منبه فأتي بعامل لعروة فشكي، فأكثروا عليه فقالوا: فعل وفعل وثبتت عليه البينة.
قال: فلم يملك وهب نفسه فضربه على قرنه بعصا فإذا دماؤه تشخب وقال: أفي زمن عمر بن عبد العزيز تصنع مثل هذا!
قال: فاشتهاها عروة وكان حليما واستلقى على قفاه وضحك، وقال: يعيب علينا أبو عبد الله الغضب في حكمته، وهو يغضب!