قال ابن حجر في فتح الباري: 1 / 167: إنه قد ظفر في الشام بحمل جمل من كتب أهل الكتاب، فكان ينظر فيها ويحدث منها). انتهى.
وقال عنه الشيخ محمود أبو رية في كتابه القيم شيخ المضيرة أبو هريرة ص 124:
(هو أحد العبادلة الثلاثة الذين رووا عن كعب الأحبار، وكان قد أصاب يوم اليرموك زاملتين من كتب أهل الكتاب، وكان يرويها للناس، فتجنب كثير من أئمة التابعين الأخذ عنه. وكان يقال له: لا تحدثنا من الزاملتين). انتهى.
ومعنى قولهم إنه كان يحدث منها: أنه كان يقرؤها ويختار ما أعجبه منها وينسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله كما تشهد به مروياته! فأين الكذب المتعمد الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وآله: (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)!!
وقد حاولوا تبرير فعل ابن عمرو وغيره بأن النبي صلى الله عليه وآله أجاز لهم التحديث عن اليهود ولا حرج!!
قال ابن كثير في تفسيره: 1 / 5: (ولهذا غالب ما يرويه إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكبير في تفسيره عن هذين الرجلين، ابن مسعود وابن عباس. ولكن في بعض الأحيان ينقل عنهم ما يحكونه من أقاويل أهل الكتاب التي أباحها رسول الله (ص) حيث قال بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. رواه البخاري عن عبد الله بن عمرو. ولهذا كان عبد الله بن عمرو قد أصاب يوم اليرموك زاملتين من كتب أهل الكتاب، فكان يحدث منهما بما فهمه من هذا الحديث من الإذن في ذلك)!! انتهى. وعذر ابن كثير أقبح من ذنب! لأن معناه أن النبي صلى الله عليه وآله أقر كل ثقافة اليهود والنصارى وأجاز نسبتها اليه!! وأننا عندما نجد حديثا في البخاري وغيره يقول قال رسول الله.. فقد يكون من ثقافة اليهود، لكن الصحابة نسبوه اليه بسبب قوله حدثوا عن أهل الكتاب ولا حرج!!