وقد اعترفوا بأن الصحابي قد يكذب جهارا على النبي صلى الله عليه وآله فيقول فعل رسول الله كذا.. فيجعله مقدمة لما حطبه من كتب اليهود مع أنه لم يفعل ذلك!!
قال ابن كثير في النهاية: 2 / 12: (وقد روى الإمام أحمد عن يزيد بن هارون، عن العوام بن حوشب، حدثني مولى لعبد الله بن عمرو، عن عبد الله قال: نظر رسول الله (ص) إلى الشمس حين غابت فقال: في نار الله الحامية، لولا ما يزعها من أمر الله لأحرقت ما على الأرض). فيه غرابة وفيه رجل منهم لم يسم، ورفعه فيه نظر وقد يكون موقوفا من كلام عبد الله بن عمرو، فإنه أصاب يوم اليرموك زاملتين من كتب المتقدمين فكان يحدث منها)!! انتهى.
وقال في فتح الباري: 1 / 167: إنه قد ظفر في الشام بحمل جمل من كتب أهل الكتاب فكان ينظر فيها ويحدث منها). انتهى.
ومعناه أن قول الراوي أو قول عبد الله العاص: (نظر رسول الله (ص) إلى الشمس حين غابت فقال..) هو افتراء متعمد من أحدهما، وأن النص ليس حديثا نبويا بل من الخيشتين اللتين جاء بهما ابن العاص من كتب اليهود!!
وقد شهد ابن كثير في بعض روايات عبد الله بن عمرو بأنها أشبه بروايات عبد الله بن سلام، فقد يكون اقتسم الزاملتين مع ابن عمرو العاص، أو أصاب زاملتين غيرهما، وما أكثر أحاديث الزوامل في الصحاح والمسانيد!
قال في النهاية: 2 / 398: (قلت: وهذا عن عبد الله بن سلام أشبه، ولكن الرواية عن عبد الله بن عمرو أكثر، مع أنه كان قد وجد يوم اليرموك زاملتين من كتب أهل الكتاب وكان يحدث عنهما كثيرا!
ثم قال ابن كثير: وليعلم أن كثيرا من السلف كانوا يطلقون التوراة على كتب أهل الكتاب، فهي عندهم أعم من التي أنزلها الله على موسى! وقد ثبت شاهد