قال الدكتور شلبي في مقارنة الأديان: 1 / 267: (يروى التلمود أن الله ندم لما أنزله باليهود وبالهيكل، ومما يرويه التلمود على لسان الله قوله: تب لي لأني صرحت بخراب بيتي وإحراق الهيكل ونهب أولادي!!
وليست العصمة من صفات الله في رأي التلمود، لأنه غضب مرة على بني إسرائيل فاستولى عليه الطيش، فحلف بحرمانهم من الحياة الأبدية، ولكنه ندم على ذلك بعد أن هدأ غضبه، ولم ينفذ قسمه، لأنه عرف أنه فعل فعلا ضد العدالة). انتهى.
وقال الدكتور شلبي: 1 / 192: (على أن مسألة الألوهية كلها سواء اتجهت للوحدانية أو للتعدد، لم تكن عميقة الجذور في نفوس بني إسرائيل، فقد كانت المادية والتطلع إلى أسلوب نفعي في الحياة من أكثر ما يشغلهم، وإذا تخطينا عدة قرون فإننا نجد الفكر اليهودي الحديث يجعل لليهود ربا جديدا نفعيا كذلك، ذلك هو تربة فلسطين وزهر برتقالها!
والذي يقرأ رواية (طوبى للخائفين) للكاتبة اليهودية يائيل ديان، ابنة القائد الصهيوني العسكري موشى ديان، يجد أحد أبطالها إيفري ينصح ابنه الطفل بأن يتخلى عن الذهاب للكنيس (معبد اليهود) وأن يحول اهتمامه لإلاهه الجديد: تراب فلسطين! ونقتبس فيما يلي سطورا من هذه الرواية:
... الصبي يحب أن يذهب إلى الكنيس مع أمه، ولكنه عندما عاد مرة من المعبد الذي لا يذهب إليه إلا القليلون، ثار أبوه في وجهه بحديث له مغزى عميق قال له: أيام زمان حين كنا يهودا في روسيا وغيرها، كان من الضروري بالنسبة لنا أن نطيع التعليمات ونحافظ على ديننا، فقد كان الدين اليهودي لنا وسيلتنا لنتعاون ونتعاطف ونذود عنا الردى، أما الآن فقد أصبح لدينا شئ أهم هو الأرض، أنت الآن إسرائيلي ولست مجرد يهودي، إني قد تركت في روسيا كل شي، ملابسي