وقال المحقق الحلي في المعتبر: 2 / 166: (ولا تصح الصلاة مع الإخلال بالفاتحة عمدا ولو بحرف، وكذا إعرابها وترتيب آيها، وعليه علماؤنا أجمع، أما بطلان الصلاة مع العمد فلقوله صلى الله عليه وآله: لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب). انتهى.
وفي المقابل نرى أن عمر وأتباعه من الصحابة والفقهاء، يحترمون التوراة الموجودة إلى حد التقديس، وقد تقدم أن عمر كان يدرسها عند اليهود، وأنهم ترجموها له وجاء بها إلى النبي صلى الله عليه وآله لكي يعترف بها!
وقد وصل بهم الأمر أن زعموا أن النبي صلى الله عليه وآله أمر عبد الله بن سلام أن يقرأ التوراة ليلة والقرآن ليلة! (قال: قلت يا رسول الله قد قرأت القرآن والتوراة والإنجيل؟ قال: إقرأ بهذا ليلة وبهذا ليلة.)! (تاريخ دمشق: 29 / 131، والزوائد: 2 / 270، وكنز العمال: 13 / 481، وتذكرة الحفاظ: / 27 وقال: (فهذا إن صح ففيه الرخصة في تكرير التوراة وتدبرها). راجع أيضا الصحيح من السيرة: 1 / 102.
وبعضهم يقول بصحة التوراة الموجودة وعدم تحريفها إلا في قولهم عزير بن الله! وقد تقدم ذلك عن ابن تيمية في المجلد الأول ص 12.
وزعم إمامهم عبد الله العاص أن التوراة والقرآن سمن وعسل! فقال: (رأيت فيما يرى النائم كأن في إحدى أصبعي سمنا وفي الأخرى عسلا، فأنا ألعقهما، فلما أصبحت ذكرت ذلك لرسول الله (ص) فقال: تقرأ الكتابين التوراة والفرقان! فكان يقرؤهما)!! (مسند أحمد: 2 / 222).
فكان ابن العاص يخلط السمن بالعسل ويطعمه للمسلمين! وقد فرح عندما عثر في حمص على حمل جملين من كتب اليهود والنصارى، فنقلهما إلى المدينة، وكان يحدث المسلمين منهما عن الله تعالى ورسله عليهم السلام!