إلى الأسقف فدعوته فقال له عمر: وهل تجدني في الكتاب؟ قال: نعم، قال: كيف تجدني؟ قال: أجدك قرنا، فرفع عليه الدرة فقال: قرن مه؟ فقال: قرن حديد أمين شديد، قال: كيف تجد الذي يجئ من بعدي؟ فقال: أجده خليفة صالحا غير أنه يؤثر قرابته، قال عمر: يرحم الله عثمان، ثلاثا. فقال: كيف تجد الذي بعده؟ قال: أجده صدأ حديد، فوضع عمر يده على رأسه فقال: يا دفراه يا دفراه، فقال: يا أمير المؤمنين، إنه خليفة صالح ولكنه يستخلف حين يستخلف والسيف مسلول والدم مهراق! قال أبو داود: الدفر النتن). انتهى.
وهذا يدل على أن عمر أراد نقل الخلافة إلى عثمان، وان الشورى كانت شكلية، خاصة وأنه جعل حق النقض فيها لعبد الرحمن بن عوف صهر عثمان!
ويدل على أن عمر كان يؤمن بثقافة الأسقف النصراني، لأنه أخذ علمه من أحبار اليهود! ويؤمن بأن الأسقف يعلم أحداث المستقبل، ولذا سأله عن مستقبل الدولة والأمة الإسلامية، وقبل منه، رغم أنه هدده بالضرب بالدرة!
إلى غير ذلك من النصوص العجيبة في احترام عمر لحاخامات اليهود وأساقفة النصارى، الذين أخذت أحاديثهم بقلبه كأحاديث النبي صلى الله عليه وآله وأكثر!
* *