* 2 - قيمة المعرفة كنا ندرس في المسألة السابقة المصادر الأساسية للمعرفة أو للادراك البشري بصورة عامة. والآن نتناول المعرفة من ناحية أخرى لنحدد قيمتها الموضوعية ومدى امكان كشفها عن الحقيقية، فان الطريق الوحيد الذي تملكه الانسانية لاستكناه الحقائق والكشف عن أسرار العالم هو مجموعة العلوم والمعارف التي لديها، فيجب أن نتساءل قبل كل شيء عما إذا كان هذا الطريق موصلا حقا إلى الهدف، وعما إذا كانت الانسانية قادرة على الوصول إلى واقع موضوعي بما تملك من معارف وطاقات فكرية.
والفلسفة الماركسية تؤمن في هذه المسألة بامكان معرفة العالم، وبطاقة الفكر البشري على الكشف عن الحقائق الموضوعية وترفض الشك والسفسطة:
((خلافا للمثالية التي تنكر امكان معرفة العالم وقوانينه، ولا تؤمن بقيمة معارفنا. ولا تعترف بالحقيقة الموضوعية، وتعتبر ان العالم مملوء بأشياء قائمة بذاتها. ولن يتوصل العلم ابدا إلى معرفتها، تقوم المادية الفلسفية الماركسية على المبدأ القائل: انه من الممكن تماما معرفة العالم وقوانينه، وان معرفتنا لقوانين الطبيعة تلك المعرفة التي يحققها العمل والتجربة هي معرفة ذات قيمة ولها معنى حقيقة موضوعية، وأن ليس في العالم أشياء لا تمكن معرفتها، وانما فيه أشياء لا تزال مجهولة وستكشف وتصبح معروفة بوسائل العلم والعمل)) (1)