معينة، بل انكشافات جديدة لحقائق لم تكن معلومة، وتصحيحات لأخطاء سابقة، وكل خطأ يصحح هو خطأ مطلق، وكل حقيقة تستكشف هي حقيقة مطلقة.
أضف إلى ذلك ان الماركسية وقعت في خلط أساسي، بين الحقيقة بمعنى الفكرة، والحقيقة بمعنى الواقع الموضوعي المستقل. فالميتافيزيقا تعتقد بوجود حقيقة مطلقة بالمعنى الثاني، فهي تؤمن بواقع موضوعي ثابت وراء حدود الطبيعة، ولا يتنافى هذا مع عدم ثبات الحقيقة بالمعنى الأول، وتطورها المستمر، فهب ان الحقيقة في ذهن الانسان، متطورة ومتحركة أبدا ودائما. فأي ضرر يلحق من ذلك بالواقع الميتافيزيقي المطلق الذي تعتقد به الإلهية، ما دمنا نقبل امكان وجود واقع موضوعي. مستقل عن الشعور والادراك؟ وانما يتم للماركسية ما تريد إذا أخذنا بالفلسفة المثالية، وقلنا: أن الواقع هو الحقيقة الموجودة في ذهننا فحسب، فإذا كانت الحقيقة في فكرنا متطورة ومتغيرة، فلا متسع للايمان بواقع مطلق، وأما إذا فرقنا بين الفكرة والواقع، وآمنا بامكان وجود واقع بصورة مستقلة عن الوعي والتفكير، فلا ضير في أن يوجد واقع مطلق خارج حدود الادراك، وان لم توجد حقيقة مطلقة في أفكارنا.
* 2 - تناقضات التطور قال ستالين: ((ان نقطة الابتداء في الديالكتيك، خلافا للميتافيزية، هي وجهة النظر القائمة، على ان كل أشياء الطبيعة وحوادثها، تحوي تناقضات داخلية، لأن لها جميعها، جانبا سلبيا، وجانبا ايجابيا، ماضيا وحاضرا. وفيها جميعا عناصر تضمحل أو تتطور. فنضال هذه المتضادات هو المحتوي