بالمقدار الذي يثير لنا طريقنا في البحث، ويوضح موقفنا من المادية والماركسية.
* الادراك في مستوى الفيزياء والكيمياء تعالج بحوث الفيزياء والكيمياء في مستواها الخاص، الاحداث الفيزيائية الكيميائية، التي تواكب عمليات الادراك، في كثير من الأحايين، كانعكاس الأشعة الضوئية من المرئيات، وتأثر العين السليمة بتلك الاهتزازات الكهربائية المغناطيسية، والتغيرات الكيميائية التي تحدث بسبب ذلك، وانعكاس الموجات الصوتية من المسموعات، والذرات الكيميائية الصادرة عن الأشياء، ذات الرائحة والأشياء ذات الطعم، وما إلى ذلك من منبهات فيزيائية، وتغيرات كيميائية. فكل هذه الاحداث تقع في حدود اختصاص الفيزياء والكيمياء، وفي مستوى نشاطهما العلمي.
* الادراك في مستوى الفيزيولوجيا في ضوء التجارب الفيزيولوجية، استكشف عدة احداث وعمليات، تقع في أعضاء الحس، وفي الجهاز العصبي بما فيه الدماغ، وهي وان كانت ذات طبيعة فيزيائية كيميائية، كالعمليات السابقة، ولكنها في نفس الوقت تمتاز على تلك العمليات، بكونها احداثا تجري في جسم حي، فهي ذات صلة بطبيعة الأجسام الحية.
وقد استطاعت الفيزيولوجيا بكشوفها تلك، ان تحدد الوظائف الحيوية للجهاز العصبي، وما لأجزائه المختلفة من خطوط في عمليات الادراك. فالمخ مثلا ينسم بموجبها إلى أربعة فصوص، هي الفص الجبهي، والفص الجداري والفص الصدغي، والفص المؤخري، ولكل فص وظائفه الفيزيولوجية. فالمراكز الحركية تقع في الفص الجبهي، والمراكز الحسية التي تتلقى الرسائل من الجسم، تقع في الفص الجداري. وكذلك حواس اللمس والضغط. أما