* التجربة والشيء في ذاته:
تحارب الماركسية فكرة الشيء لذاته التي عرضها (كانت)، في بعض أشكالها، كما تحارب الأفكار التصورية المثالية، فلننظر إلى أسلوبها في ذلك.
قال جورج بوليتزير:
((والواقع ان الجدل - وحتى الجدل المثالي عند هيجل - يقول ان التمييز بين صفات الشيء والشيء في ذاته تمييز أجوف، فإذا عرفنا كل صفات شيء ما عرفنا الشيء ذاته، ثم يبقى ان تكون هذه الصفات مستقلة عنا، وفي هذا بالذات يتحدد معنى مادية العالم ولكن ما دمنا نعرف صفات هذا الواقع الموضوعي، فلا يمكن ان يقال عنه انه غير قابل للمعرفة.
فمن السخف ان تقول - مثلا - شخصيتك شيء وصفاتك وعيوبك شيء آخر، وانا اعرف صفاتك وعيوبك ولكني لا اعرف شخصيتك، ذلك لأن الشخصية هي بالضبط مجموع العيوب والصفات، وكذلك فن التصوير هو جماع اعمال الصور، فمن السخف ان نقول هناك اللوحات والرسامون والألوان والأساليب والمدارس، ثم هناك (التصوير) في ذاته معلقا فوق الواقع وغير قابل للمعرفة. فليس هناك قسمان للواقع، بل الواقع كل واحد نكشف بالتطبيق وجوهه المختلفة على التوالي. وقد علمنا الجدل ان الصفات المختلفة للأشياء تكشف عن نفسها بواسطة الصراع الباطن للأضداد، وهو الذي يصنع التغيير، فحالة السيولة في ذاتها هي بالضبط حالة الاتزان النسبي، الذي ينكشف تناقضه الباطن في لحظة التجمد أو الغليان. ومن هنا قال لينين ((لا يوجد ولا يمكن ان يوجد أي فارق مبدئي بين الظاهرة والشيء في ذاته وليس ثمة فرق بين ما هو معروف