* ثانيا - الاشتراكية والشيوعية:
في الاشتراكية مذاهب متعددة، وأشهرها المذهب الاشتراكي القائم على النظرية الماركسية والمادية الجدلية، التي هي عبارة عن فلسفة خاصة للحياة وفهم مادي لها على طريقة ديالكتيكية. وقد طبق الماديون الديالكتيكيون هذه المادية الديالكتيكية على التاريخ والاجتماع والاقتصاد. فصارت عقيدة فلسفية في شأن العالم. وطريقة لدرس التاريخ والاجتماع، ومذهبا في الاقتصاد وخطة في السياسة. وبعبارة أخرى: انها تصوغ الانسان كله في قالب خاص. من حيث لون تفكيره ووجهة نظره إلى الحياة وطريقته العملية فيها. ولا ريب في أن الفلسفة المادية، وكذلك الطريقة الديالكتيكية. ليستا من بدع المذهب الماركسي وابتكاراته فقد كانت النزعة المادية تعيش منذ آلاف السنين في الميدان الفلسفي، سافرة تارة ومتوارية أخرى وراء السفسطة والانكار المطلق، كما أن الطريقة الديالكتيكية في التفكير عميقة الجذور ببعض خطوطها في التفكير الانساني, وقد استكملت كل خطواتها على يد (هيجل) الفيلسوف المثالي المعروف. وانما جاء (كارل ماركس) إلى هذا المنطق وتلك الفلسفة فتبناهما. وحاول تطبيقهما على جميع ميادين الحياة. فقام بتحقيقين.
أحدهما: ان فسر التاريخ تفسيرا ماديا خالصا بطريقة ديالكتيكية. والآخر: زعم فيه انه اكتشف تناقضات رأس المال والقيمة الفائضة، التي يسرقها صاحب المال في عقيدته من العامل (1), وأشاد على أساس هذين التحقيقين ايمانه بضرورة فناء المجتمع الرأسمالي، وإقامة المجتمع الشيوعي والمجتمع الاشتراكي، الذي اعتبره خطوة للانسانية إلى تطبيق الشيوعية تطبيقا كاملا.
فالميدان الاجتماعي في هذه الفلسفة ميدان صراع بين المتناقضات، وكل وضع اجتماعي يسود ذلك الميدان فهو ظاهرة مادية خالصة، منسجمة مع