يزيد المجموع واحدا بعد واحد إلى غير نهاية فليس امامنا ونحن نجمع تلك الاعداد كوحدات (2) وانما نواجه عددا هائلا لا ينتهي، وأما إذا أردنا ان نجمع الكميات التي ترمز إليها تلك الاعداد فسوف نحصل على (2) فقط لأن المجموع الرياضي لتلك الكميات المتناقصة هو ذلك، فغير المتناهي اذن هو كمية نفس الاعداد المتعاطفة بما هي وحدات نجمع بعضها إلى بعض كما نجمع قلما إلى قلم أو جوزة إلى جوزة، والمتناهي ليس هو كمية الاعداد المتعاطفة بوصفها وحدات وأشياء يمكن جمعها بل الكميات التي ترمز إليها تلك الاعداد، وبكلمة أخرى هناك كميتان إحداهما كمية نفس الاعداد بما هي وحدات، والأخرى كمية مدلولاتها الرياضية باعتبار ان كل عدد في السلسلة يرمز إلى كمية معينة، والأولى غير متناهية ومن المستحيل ان تتناهى والثانية متناهية ومن المستحيل ان تكون غير متناهية.
* الهدف السياسي من الحركة التناقضية الحركة والتناقض - وهما الخطان الجدليان، اللذان نقدناهما بكل تفصيل - يشكلان معا قانون الحركة الديالكتيكية، أو قانون التناقض الحركي، المتطور على أسس الديالكتيك، أبدا ودائما.
وقد تبنت الماركسية هذا القانون، بصفته الناموس الأبدي للعالم. واستهدفت من ورائه ان تستثمره في الحقل السياسي لصالحها الخاص. فكان العمل السياسي هو الهدف الأول، الذي فرض على الماركسية أن تصبه في قالب فلسفي، يساعدها على انشاء سياسي جديد للعالم كله. وقد قالها ماركس في شيء من التلطيف:
((ان الفلاسفة لم يفعلوا شيئا. غير تأويل العالم، بطرق مختلفة، بيد أن الامر هو أمر تطويره)) (1)