أنور من القمر وان الذرة قابلة للانفجار (1) ونبدأ الآن بالتصورات البشرية لدرس أسبابها ومصادرها. وتتناول بعد ذلك التصديقات والمعارف.
* التصور ومصدره الأساسي:
ونقصد بكلمة ((الأساسي)) المصدر الحقيقي للتصورات والادراكات البسيطة. ذلك ان الذهن البشري ينطوي على قسمين من التصورات:
أحدهما المعاني التصورية البسيطة، كمعاني الوجود والوحدة والحرارة والبياض وما إلى ذلك من مفردات للتصور البشري، والقسم الآخر المعاني المركبة أي التصورات الناتجة عن الجمع بين تلك التصورات البسيطة. فقد نتصور (جبلا من تراب) ونتصور (قطعة من الذهب) ثم نركب بين هذين التصورين فيحصل بالتركيب تصور ثالث وهو (تصور جبل من الذهب). فهذا التصور مركب في الحقيقة من التصورين الأولين وهكذا ترجع جميع التصورات المركبة إلى مفردات تصورية بسيطة.
والمسألة التي نعالجها هي محاولة معرفة المصدر الحقيقي لهذه المفردات