ذلك. فالحقيقة هي عملية نمو معرفة الانسان للعالم الموضوعي)) (1).
((يتناول المنطق الديالكتي الماركسي، الشيء الذي يدرسه من وجهة نظر تاريخية، من حيث هو عملية نمو تطورية، انه يطابق التاريخ العام للمعرفة، يطابق تاريخ العلوم)) (2).
ولا ريب ان الفكر والادراك يصور الواقع الموضوعي لونا من ألوان التصوير، ولكن هذا لا يعني ان تنعكس فيه حركة الواقع الموضوعي، فينمو ويتحرك تبعا له، وذلك:
أولا: ان عالم الطبيعة - عالم التغير، والتجدد، والحركة - يحتوي حتما على قوانين عامة ثابتة. وهذا ما لا يمكن لأي منطق انكاره، الا إذا انكر نفسه، لأن المنطق لا يمكن ان يكون منطقا، الا إذا أقام طريقته في التفكير وفهم العالم على قوانين معينة ثابتة. وحتى الديالكتيك نفسه، يعتبر عدة قوانين تسيطر على الطبيعة وتتحكم فيها بصورة دائمة، ومنها قانون الحركة. فعالم الطبيعة اذن سواء صح عليه المنطق البشري العام. أم منطق الديالكتيك والجدل، توجد فيه قوانين ثابتة تعكس حقائق ثابتة، في دنيا الفكر وحقل المعرفة البشرية.
والديالكتيكيون إزاء هذا الاعتراض بين أمرين: اما ان يعتبروا قانون لحركة ثابتا ودائما، فقد وجدت الحقيقة الدائمة اذن. واما أن يكون نفس هذا القانون متغيرا، فمعنى هذا ان الحركة ليست دائمة، وانها قد تتبدل إلى ثبات، وتعود الحقائق ثابتة بعد ان كانت متحركة. ومن كلا الحالين يكون الديالكتيك مرغما على الاعتراف بوجود حقيقة ثابتة.
ثانيا: ان الفكر أو الادراك أو الحقيقة لا تعكس الخصائص الواقعية للطبيعة. فقد سبق ان أوضحنا في (نظرية المعرفة)، ان الذهن البشري يدرك