الزمان (1) ومسألة التجرد المادة وعلاقة النفس والجسم (2).
فهل يصح بعد هذا كله اتهام الإلهية أو الميتافيزيقية، بأنها تؤمن بجمود الطبيعة وسكونها؟
والحقيقة ان هذا الاتهام لا مبرر له الا سوء فهم المادية الديالكتيكية للحركة، بمعناها الفلسفي الصحيح.
فما هو الفارق بين الحركة وقانونها العام في فلسفتنا، ونظرية الحركة الديالكتيكية في المادية الجدلية؟
ان الاختلاف بين الحركتين يتلخص في نقطتين أساسيتين:
النقطة الأولى:
ان الحركة في مفهومها الديالكتيكي، تقوم على أساس التناقض والصراع بين المتناقضات. فهذا التناقض والصراع هو القوة الداخلية، الدافعة للحركة والخالقة للتطور. وعلى عكس ذلك في مفهومنا الفلسفي عن الحركة فإنه يعتبر الحركة سيرا من درجة إلى درجة مقابلة، من دون ان تجتمع تلك الدرجات المتقابلة في مرحلة واحدة من مراحل الحركة.
ولأجل ان يتضح ذلك يجب ان نميز بين القوة والفعل. ونحلل المغالطة الماركسية التي ترتكز على اعتبار القوة والفعل وحدة متناقضة. ان الحركة مركبة من قوة وفعل. فالقوة والفعل متشابكان في جميع أدوار الحركة، ولا يمكن ان توجد ماهية الحركة دون أحد هذين العنصرين، فالوجود في كل دور من أدوار سيره التكاملي، يحتوي على درجة معينة بالفعل، وعلى درجة أرقى منها بالقوة. فهو في اللحظة التي يتكيف فيها بتلك الدرجة يسير في اتجاه متصاعد ويتخطى درجته الحاضرة.
وقد خيل للماركسية أن هذا لون من التناقض، وأن الوجود المتطور