____________________
سوى ذلك لكفى به موجبا وسببا للصبر عن الأعادي، وإمهالهم في الحياة الدنيوية، فضلا عما لو انضم إلى ذلك مصالح أخرى، وموجبات خفية غيرها مكنونة في علمه تعالى.
ولذلك كله ترى كثيرا من الأنبياء قد اختفوا دهرا طويلا عن كفار قومهم، وهربوا وغابوا مدة متمادية عن أشرار أممهم.
«ألم يغب يونس» النبي «عن أمته» عشرين سنة (١) حتى تضايقوا بغيبته في المأكل والمشرب، وأشرفوا على الهلاك؟ «وهل أتاه القدح» أو أصابه النقص في نبوته «من غيبته»؟ أو هل يتوجه عليه بذلك اعتراض بعد العلم والتسالم على كونهم معصومين من كل خطأ ومعصية؟ وأنهم لا يأتون بحركة ولا سكون إلا بأمر ربهم تعالى، وأنهم ﴿عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون﴾ (2).
ومن هنا يعلم أن اعتراضات بعض النصاب الملحدين على الفرقة الإمامية في اعتقادهم، واتفاقهم على وجود هذا الإمام الثاني عشر وغيبته عن الأنظار، وانتقادات أولئك المنافقين على تلك الفرقة المحقة من وجوه شتى لم تنشأ إلا من الجهل والعناد، أو من التعامي والإلحاد، وأن عمدة ما نهقوا به في مقام الاعتراض أمور ثلاثة، استندوا فيها إلى مجرد الاستبعاد، من غير دليل ولا برهان:
أحدها: طول عمره بما ينوف على ألف سنة إلى العصر الحاضر.
وثانيها: عدم إمكان غيبته عن الأبصار، مع عدم استغنائه عن لوازم البشرية من المأكل والمشرب والمسكن وأمثالها.
وثالثها: من جهة عدم الفائدة في وجوده مع استتاره واختفائه (عليه السلام).
ولذلك كله ترى كثيرا من الأنبياء قد اختفوا دهرا طويلا عن كفار قومهم، وهربوا وغابوا مدة متمادية عن أشرار أممهم.
«ألم يغب يونس» النبي «عن أمته» عشرين سنة (١) حتى تضايقوا بغيبته في المأكل والمشرب، وأشرفوا على الهلاك؟ «وهل أتاه القدح» أو أصابه النقص في نبوته «من غيبته»؟ أو هل يتوجه عليه بذلك اعتراض بعد العلم والتسالم على كونهم معصومين من كل خطأ ومعصية؟ وأنهم لا يأتون بحركة ولا سكون إلا بأمر ربهم تعالى، وأنهم ﴿عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون﴾ (2).
ومن هنا يعلم أن اعتراضات بعض النصاب الملحدين على الفرقة الإمامية في اعتقادهم، واتفاقهم على وجود هذا الإمام الثاني عشر وغيبته عن الأنظار، وانتقادات أولئك المنافقين على تلك الفرقة المحقة من وجوه شتى لم تنشأ إلا من الجهل والعناد، أو من التعامي والإلحاد، وأن عمدة ما نهقوا به في مقام الاعتراض أمور ثلاثة، استندوا فيها إلى مجرد الاستبعاد، من غير دليل ولا برهان:
أحدها: طول عمره بما ينوف على ألف سنة إلى العصر الحاضر.
وثانيها: عدم إمكان غيبته عن الأبصار، مع عدم استغنائه عن لوازم البشرية من المأكل والمشرب والمسكن وأمثالها.
وثالثها: من جهة عدم الفائدة في وجوده مع استتاره واختفائه (عليه السلام).