____________________
«واكسب من» هذا «الممر راحة المقر» في نعم دار الآخرة «ولا تغرنك لذة الممر» في هذه الحياة الفانية «فحلوه الجالب للمنة» من الخلق «مر» في طعم الحر الغيور «وإن حلا» ذلك «في ذوق من ليس بحر» أبي النفس، فإنه كالبهائم التي همها بطونها، وإن قيمة مثله ما يخرج من بطنه.
«فالحر بالمنة يسترق» وأن الإنسان عبيد الإحسان «وإن يكن» من «من عليه» هو «الرق» المملوك، فإياك أن تكون مملوكا لمخلوق باحتمال المنة منه، أو رفع حاجة إليه، أو تذلل بين يديه طمعا في ماله أو جاهه، فبذلك تصير كالأسير له كما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) " أحسن إلى من شئت تكن أميره، واحتج إلى من شئت تكن أسيره، واستغن عمن شئت تكن نظيره " (١).
ثم «وإن ملكت بالجميل حرا» بالإحسان إليه «فانس» ما أحسنت إليه من الفعل «الجميل» ولا تمن عليه بذلك، ولا تؤذه بلسانك، فيبطل بذلك عملك، ويذهب أجرك سدى كما قال تعالى: ﴿لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر﴾ (2).
وبذلك يعلم أن إبداء الفعل الجميل وتحميل المنة بذلك على من أحسنت إليه يوجب الإثم العظيم على حد الرياء، وهو على حد الشرك بالله، أو على حد عدم الإيمان به، والعياذ بالله.
بل ولا يجوز لك الإعجاب بذلك في نفسك وضميرك، فإن ذلك أيضا يفسد
«فالحر بالمنة يسترق» وأن الإنسان عبيد الإحسان «وإن يكن» من «من عليه» هو «الرق» المملوك، فإياك أن تكون مملوكا لمخلوق باحتمال المنة منه، أو رفع حاجة إليه، أو تذلل بين يديه طمعا في ماله أو جاهه، فبذلك تصير كالأسير له كما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) " أحسن إلى من شئت تكن أميره، واحتج إلى من شئت تكن أسيره، واستغن عمن شئت تكن نظيره " (١).
ثم «وإن ملكت بالجميل حرا» بالإحسان إليه «فانس» ما أحسنت إليه من الفعل «الجميل» ولا تمن عليه بذلك، ولا تؤذه بلسانك، فيبطل بذلك عملك، ويذهب أجرك سدى كما قال تعالى: ﴿لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر﴾ (2).
وبذلك يعلم أن إبداء الفعل الجميل وتحميل المنة بذلك على من أحسنت إليه يوجب الإثم العظيم على حد الرياء، وهو على حد الشرك بالله، أو على حد عدم الإيمان به، والعياذ بالله.
بل ولا يجوز لك الإعجاب بذلك في نفسك وضميرك، فإن ذلك أيضا يفسد