نور الأفهام في علم الكلام - السيد حسن الحسيني اللواساني - ج ٢ - الصفحة ١١٠
والعاشر الهادي علي اكتمل * فيه الصفات وعليه النص دل
____________________
أكابرنا القذة بالقذة " (1) وأن الله سبحانه بعث عيسى رسولا نبيا صاحب شريعة مبتدئة في أصغر من السن الذي فيه أبو جعفر.
وبالجملة، كان الرضا (عليه السلام) يكرم ابنه هذا كثيرا، وكان يناغيه (2) في مهده أيام رضاعه، ولا يذكره ولا يخاطبه إلا بكنيته؛ تعظيما له.
ثم لما استشهد أبوه ودارت الأيام حتى ترعرع هذا الإمام، طلبه مأمون الخليفة من المدينة إلى بغداد، وزوجه ابنته: أم الفضل، وأقامت البنت معه مدة، إلى أن سقته السم بأمر من معتصم الخليفة، أو الواثق العباسي في سنة تسع عشر ومائتين أو واحد وعشرين ومائتين.
[إمامة علي بن محمد النقي عليه السلام] ثم انتقل الأمر منه إلى ابنه الحجة المعصوم الثاني عشر «و» هو «العاشر» من خلفاء الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، والتاسع من أفلاذ كبد البتول، ولقبه: «الهادي» والنقي، واسمه الشريف: «علي» وكنيته الزكية: أبو الحسن (عليه السلام)، وقد «اكتمل» وتم «فيه الصفات» المرضية المخصوصة بالأئمة المعصومين، من فعل المعجزات، وإبداء الكرامات، وخوارق العادات «وعليه النص دل» تصريحا من أبيه، مضافا إلى ما تقدمت إليه الإشارة من نصوص سائر آبائه الطاهرين، وأحاديث جده سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم).
فقد روى جمع كثير من أصحاب الجواد (عليه السلام) فيهم: صقر بن دلف، وإسماعيل ابن مهران، وأحمد بن أبي خالد، والخيراني، في الأحاديث المعتبرة أنه كان يقول:

(١) عيون المعجزات (حسين بن عبد الوهاب): ١٠٨، الكافي (الكليني) ١: ٣٢٠ / ٢ و ٩، الإرشاد (المفيد) ٢: ٢٧٦ و ٢٧٩، بحار الأنوار ٥٠: ١٥ و ٢١.
(٢) المرأة تناغي الصبي، أي: تكلمه بما يعجبه ويسره، الصحاح ٦: ٢٥١٣.
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 115 116 ... » »»
الفهرست