نور الأفهام في علم الكلام - السيد حسن الحسيني اللواساني - ج ٢ - الصفحة ٣٤٧
وغض عينيك ولا تظنا * بالمؤمن السوء وأحسن ظنا وكن له مصدقا ومؤمنا * فإن خير الخلق كان أذنا واستر مساويه إذا ما سترا * وكذب السمع له والبصرا
____________________
وفيه أيضا: " إن البخيل بعيد عن الله، بعيد عن الناس، بعيد عن الجنة، قريب من النار، والسخي بعكسه " (١).
«وغض عينيك» عن عيوب الناس، واشتغل بإصلاح نفسك وإزالة عيوبك «ولا تظنا» أبدا «بالمؤمن» ظن «السوء» فقد قال تعالى: ﴿إن بعض الظن إثم﴾ (٢).
«وأحسن» به «ظنا» إن وجدت في ضميرك ما يريبك فيه، واحمل قوله وفعله على الصحيح «وكن له مصدقا» بلسانك «ومؤمنا» له بقلبك، متأسيا بنبيك الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) «فإن خير الخلق» وهو ذلك المعلم الأكبر «كان أذنا» يصدق كل من حدثه، حتى أصيب بأذايا المنافقين، ورميهم له بأنه أذن، ونزل فيهم قوله تعالى:
﴿ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين﴾ (٣) أي: يصدقهم.
«واستر مساويه» وقبائح أفعاله «إذا ما سترا» وكان متكتما بها، فإنه لا يجوز إشاعة الفاحشة والإجهار بالمنكرات المتستر بها، كما قال تعالى: ﴿إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم﴾ (4) وفي الحديث: " من فضح أخاه المؤمن فضحه الله تعالى " (5).
«وكذب السمع له» إذا بلغك عنه ما يزري به، والمراد تكذيب المسموع «و»

(١) بحار الأنوار ٦٨: ٣٥٦ وج ٧٠: ٣٠٨، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ١: ١٥ / ٢٧، سنن الترمذي ٣:
٢٣١
/ ٢٠٢٧، مجمع الزوائد ٣: ١٢٧.
(٢) الحجرات: ١٢.
(٣) التوبة: ٦١.
(٤) النور: ١٩.
(٥) انظر مستدرك الوسائل ٩: ١٠٩ / 6 بتفاوت.
(٣٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 ... » »»
الفهرست