____________________
لحصول اللطف الواجب، فإن ذلك قد حصل منه تعالى كاملا بنصب الخليفة من غير إخلال بما هو شأنه ووظيفة مولويته أصلا.
وبالجملة، عدم نيل العباد للتشرف برؤيته إما بسبب تقصيرهم وعصيانهم الموجب لعقوبتهم، أو بسبب قصورهم وعجزهم عن ذلك لغلبة الأشرار الموجبة لاختفاء الإمام (عليه السلام) عن جميعهم، لا ينافي اللطف الواجب، ولا يناقضه.
ويتحصل من ذلك كله أن وجوده (عليه السلام) ليس إلا لطفا محضا وإن استتر وغاب عن الأبصار، وليس لغوا كما زعمه الأغيار، وأنه بمحض وجوده ونصبه تتم الحجة على الأشرار، وهو خير وسيلة إلى الرب تعالى للأخيار؛ لتفريج مهماتهم بالليل والنهار، مضافا إلى سائر بركات وجوده وإلهاماته الأحكام للعلماء الأبرار، وإغاثاته للملهوفين في الأقطار، فعليه وعلى آبائه المعصومين صلوات الله الملك الجبار ما تحركت الأفلاك ودار الليل والنهار، هذا.
وأما اعتراض القوم على إمكان غيبته مع حاجته إلى لوازم البشرية، فمعارض باختفاء ذلك النبي المعظم المشار إليه (1) فهل سقط بذلك عن لياقة النبوة؟ حاشاه عن ذلك، ثم حاشاه، ولو كان كذلك لتوجه الاعتراض - والعياذ بالله - على الله تعالى في إرسال مثله، مع علمه القديم بما يصدر من ذلك الرسول، وإتيانه ما يوجب سقوطه، وتعالى ربنا عن ذلك علوا كبيرا.
ولا مجال لنقض المعارضة بالفرق بين غيبته وغيبة هذا الإمام (عليه السلام) بقصر مدة غيبة يونس (عليه السلام) وطول زمان غيبة الإمام، بأن يقال بإمكان الأول دون الثاني، فإن الفرق غير فارق «و» ذلك لوضوح أنه «ليس في طول الزمان والقصر» فيه من حيث الإمكان وعدمه «ما يوجب الفرق» في قدرته تعالى، فإن المولى الذي أدام
وبالجملة، عدم نيل العباد للتشرف برؤيته إما بسبب تقصيرهم وعصيانهم الموجب لعقوبتهم، أو بسبب قصورهم وعجزهم عن ذلك لغلبة الأشرار الموجبة لاختفاء الإمام (عليه السلام) عن جميعهم، لا ينافي اللطف الواجب، ولا يناقضه.
ويتحصل من ذلك كله أن وجوده (عليه السلام) ليس إلا لطفا محضا وإن استتر وغاب عن الأبصار، وليس لغوا كما زعمه الأغيار، وأنه بمحض وجوده ونصبه تتم الحجة على الأشرار، وهو خير وسيلة إلى الرب تعالى للأخيار؛ لتفريج مهماتهم بالليل والنهار، مضافا إلى سائر بركات وجوده وإلهاماته الأحكام للعلماء الأبرار، وإغاثاته للملهوفين في الأقطار، فعليه وعلى آبائه المعصومين صلوات الله الملك الجبار ما تحركت الأفلاك ودار الليل والنهار، هذا.
وأما اعتراض القوم على إمكان غيبته مع حاجته إلى لوازم البشرية، فمعارض باختفاء ذلك النبي المعظم المشار إليه (1) فهل سقط بذلك عن لياقة النبوة؟ حاشاه عن ذلك، ثم حاشاه، ولو كان كذلك لتوجه الاعتراض - والعياذ بالله - على الله تعالى في إرسال مثله، مع علمه القديم بما يصدر من ذلك الرسول، وإتيانه ما يوجب سقوطه، وتعالى ربنا عن ذلك علوا كبيرا.
ولا مجال لنقض المعارضة بالفرق بين غيبته وغيبة هذا الإمام (عليه السلام) بقصر مدة غيبة يونس (عليه السلام) وطول زمان غيبة الإمام، بأن يقال بإمكان الأول دون الثاني، فإن الفرق غير فارق «و» ذلك لوضوح أنه «ليس في طول الزمان والقصر» فيه من حيث الإمكان وعدمه «ما يوجب الفرق» في قدرته تعالى، فإن المولى الذي أدام