نور الأفهام في علم الكلام - السيد حسن الحسيني اللواساني - ج ٢ - الصفحة ١١٨
واضطربوا في عد تلك العده * وقد تعدوا في الخطاء حده فعد بعض منهم ابن هند * من ادعى الأمر بغير رشد
____________________
أئمتنا، و «هم» المشار إليهم في تلك الأحاديث في اعتقادنا ومذهبنا، و «هم» من عرفت، وعرف الخافقان فضلهم ومناقبهم.
ونقول: إنه لا خليفة للنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) غيرهم، ولا نص له بذلك على سواهم «ومن أبى» ذلك جهلا أو جحودا، وأنكر كون تلك الأحاديث إشارة إليهم خاصة «فمن» يكون «لديه الخلفاء النقباء» المعنيون في تلك المرويات المتظافرة؟
وأن القوم بعد انحرافهم عن أهل البيت وشدة تعصبهم عليهم، وحرصهم على الإعراض عنهم، وإصرارهم على إخماد ذكرهم، وجدهم في إطفاء نورهم: حاروا في تعيين ذلك العدد من غيرهم، بعد اليأس عن إمكان المناقشة في تلك الأحاديث متنا أو سندا «واضطربوا في عد تلك العدة» اضطرابا شديدا، واختلفوا كثيرا (1) «وقد تعدوا في الخطاء حده» وبلغت القحة بهم غاية الوقاحة.
«فعد بعض منهم: ابن هند» وهو معاوية ابن آكلة الأكباد التي مثلت بحمزة (عليه السلام) عم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وشقت بطنه بعد شهادته، وأخرجت كبده، ولاكته بأسنانها، وكانت في مكة المكرمة من ذوات الأعلام الشهيرة بالمباح فرجها للعموم. ولما خلفت جروها تلك الشجرة الخبيثة اختلف فيه أربعة، يدعي كل منهم أبوته له (2) إلى أن ألحق بأبي سفيان، حامل لواء المشركين في مهاجماتهم على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى المسلمين.
فقام بعض أولئك المخالفين وعد مثل ذلك الرجس الزنيم في عداد الخلفاء

(١) فتح الباري ١٣: ١٨٠، تاريخ الخلفاء (السيوطي): 10، الصواعق المحرقة: 20.
(2) ربيع الأبرار 3: 551، شرح نهج البلاغة (ابن أبي الحديد) 1: 336، أسد الغابة 7:
281 / 7350.
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»
الفهرست