نور الأفهام في علم الكلام - السيد حسن الحسيني اللواساني - ج ٢ - الصفحة ٤٠٢
وضع من الأوقات شطرا تعمل * فيه، وما علمك لولا العمل؟
واقتف في الطاعة آثار الحجج * ولج في الخير، فمن لج ولج
____________________
واليقين «في الأقوال» التي تصدر من العقلاء إخبارا وإنشاء، بمعنى: أنهم لا يقولون إلا ما يعلمونه جزميا ويقطعون به، ولا يمانعه «بناؤهم» العملي «في باب الامتثال» على الأخذ بما كان، وعدم الاعتناء باحتمال الارتفاع، ونحو ذلك من المواقع التي يجري فيها أصل العدم، فإن الاحتمالات المتطرقة في هذا الباب لا يدفعها إلا الأصل المذكور، بل لو بني الأمر في باب الامتثال أيضا على الجزم كما في باب الأقوال لاختل النظام من نواحي شتى كما لا يخفى على الخبير المتدرب.
ثم يا بني بعد ما تعلمت علوم الدين فقها وأصولا وأخلاقا، فعليك بتفريغ بعض ساعاتك في ليلك ونهارك للعمل بما تعلمت، «وضع من الأوقات شطرا» وعين منها وقتا خاصا «تعمل فيه» العبادات المأثورة في الشريعة المقدسة من الطاعات البدنية، كالصلاة، والدعاء، وسائر القراءات المفروضة والمسنونة، فإن العلم بلا عمل كالشجر بلا ثمر (1)، وهو لا يكون إلا وقود النار.
«وما» نتيجة «علمك» وما فائدته «لولا العمل» به؟ فإنه هو نتيجة العلم.
«واقتف في» كيفية «الطاعة» والعبادة «آثار الحجج» المعصومين أهل بيت النبوة (عليهم السلام)، وأعرض عما أبدعه الفرق الضالة المضلة من أهل القياس، والقلندرية (2) والشيخية (3) والصوفية (4) والبهائية (5) وأمثالهم من الطوائف

(١) عيون الحكم والمواعظ (الواسطي): ٣٤٠، غرر الحكم: ٤٦٣ / ٥.
(٢) قلندر وقلاش: كلمتان يوصف بهما بعض رجال الصوفية المجردين عن العلائق الدنيوية، وعند الصوفية: الرجل الذي هو من أهل الترك والتجريد، انظر موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم ٢: ١٣٤٠.
(٣) هم أتباع الشيخ أحمد الإحسائي.
(٤) الصوفي عند أهل التصوف هو الذي هو فان بنفسه باق بالله تعالى مستخلص من الطبائع متصل بحقيقة الحقائق. انظر موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم ٢: ١١٠٢.
(٥) الذين يقولون بألوهية البهاء ونسخه لدين الإسلام وإبطاله لجميع مذاهبه. الغدير ٣: ٣٦٦.
(٤٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 396 397 399 400 401 402 403 404 405 406 407 ... » »»
الفهرست