وأحمد الله ولي النعمة * على انتظام ما سألت نظمه فقد أتى بديع نظم منسجم * [و] فصل عقدا من جواهر الكلم
____________________
«بني إن أكثرت في النصح» لك «ولم» أجدك ذا حاجة إليه، ولم «أعهد بك الجهل» كي يلزمك التعليم أو التنبيه، «فإني لم ألم» بصيغة المجهول، أي:
لا أستوجب الملامة بذلك، حيث إني تأسيت في ذلك بمولى الموالي أمير المؤمنين (عليه السلام)، «ألم يكن أوصى أبو السبطين» بمثل تلك الوصايا، وألقاها إلى «من» كان مأمونا من السهو والخطأ؟ فضلا عن العمد والعصيان كي يحتاج إلى النصح، و «كان هو المعصوم» عن كل شين ودرن، وهو «جدك الحسن» المجتبى (عليه السلام)، فتراه على عصمته وشرف منزلته وعلو قدره قد كرر عليه أبوه (عليه السلام) النصائح والمواعظ، وبالغ في ذلك لمصالح شتى، ولعل منها إسماع العباد بها، أو بيان شرف ابنه باختصاصه بالخطاب، أو إظهارا لشفقة الأبوة والحنو والرأفة، أو غير ذلك.
وإن النصيحة لها جهات كثيرة، ومحاسن شتى، أما ترى أن الله سبحانه كثيرا ما نصح أنبياءه ورسله (عليهم السلام) حتى انتهى الأمر بذلك إلى النبي الأعظم والرسول الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم).
«و» بعد كل ذلك إني «أحمد الله ولي النعمة» وواهبها «على» حسن توفيقه لي لما أردت من «انتظام ما سألت نظمه» وأردت مني بيانه، «فقد أتى بديع نظم منسجم» أي: منصب من قريحة قويمة كالنهر السائل من بحر عظيم ذي أمواج قوية، و «فصل» أي: أتى به كلاما فصلا ليس فوقه كلام على سبيل قوله تعالى:
﴿إنه لقول فصل * وما هو بالهزل﴾ (1).
لا أستوجب الملامة بذلك، حيث إني تأسيت في ذلك بمولى الموالي أمير المؤمنين (عليه السلام)، «ألم يكن أوصى أبو السبطين» بمثل تلك الوصايا، وألقاها إلى «من» كان مأمونا من السهو والخطأ؟ فضلا عن العمد والعصيان كي يحتاج إلى النصح، و «كان هو المعصوم» عن كل شين ودرن، وهو «جدك الحسن» المجتبى (عليه السلام)، فتراه على عصمته وشرف منزلته وعلو قدره قد كرر عليه أبوه (عليه السلام) النصائح والمواعظ، وبالغ في ذلك لمصالح شتى، ولعل منها إسماع العباد بها، أو بيان شرف ابنه باختصاصه بالخطاب، أو إظهارا لشفقة الأبوة والحنو والرأفة، أو غير ذلك.
وإن النصيحة لها جهات كثيرة، ومحاسن شتى، أما ترى أن الله سبحانه كثيرا ما نصح أنبياءه ورسله (عليهم السلام) حتى انتهى الأمر بذلك إلى النبي الأعظم والرسول الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم).
«و» بعد كل ذلك إني «أحمد الله ولي النعمة» وواهبها «على» حسن توفيقه لي لما أردت من «انتظام ما سألت نظمه» وأردت مني بيانه، «فقد أتى بديع نظم منسجم» أي: منصب من قريحة قويمة كالنهر السائل من بحر عظيم ذي أمواج قوية، و «فصل» أي: أتى به كلاما فصلا ليس فوقه كلام على سبيل قوله تعالى:
﴿إنه لقول فصل * وما هو بالهزل﴾ (1).