شرح المواقف - القاضى الجرجانى - ج ٨ - الصفحة ١٦٦
(والنافي له مراغم لأصله) في التوليد لأن ترتب الموت على الآلام يقتضي تولده منها كما في سائر المتولدات (والمثبت له مراغم للإجماع) فإنه الأمة أجمعوا على أن المستقل بالأماتة والإحياء هو الله سبحانه وتعالى (وللكتاب) فإن نصوصه دالة عليه (قال تعالى هو يحيي ويميت) ربي الذي يحيي ويميت (السابع قد اختلفوا في الطعوم والألوان التي تحصل بالضرب) وغيره في أفعال العبد هل هي متولدة من فعله أو لا وذلك (كلون الدبس وطعمه الحاصلين بضربه بالمسواط) عند طبخه (فأثبته قوم) وقالوا مثل هذا الطعم واللون متولد من فعله (لحصوله بفعله) وعلى حسبه (ومنعه آخرون) وقالوا لا يقع شئ من الألوان والطعوم من العباد لا مباشرة بقدرتهم وهو ظاهر ولا متولدا من أفعالهم (وإلا لحصل ذلك) الطعم أو اللون (بالضرب) أو نحوه من أفعال العبد (في كل جسم لأن الأجسام متماثلة) لتركبها من الجواهر الأفراد المتجانسة (فيقال لهم) بعد تسليم تماثل الجواهر (لم لا يستند) حدوث الطعم واللون المتولد من فعل العبد في بعض الأجسام دون بعض (إلى اختلاف أعراض فيها هي شرط لحدوث ذلك اللون والطعم فيه) فلا يحدث شئ منهما في جسم آخر لم يوجد فيه شرطه وإن تعلق به ذلك الفعل (الثامن قد اختلفوا في الألم الحاصل من الاعتماد على الغير بضرب أو قطع فقيل أنه يتولد من الاعتماد) وهو مذهب جمهور المعتزلة (وقال أبو هاشم في المعتمد من قوليه أنه يتولد من الوهي) وكأنه أخذه من قول الحكماء سبب الألم تفرق الاتصال (والوهي) يتولد (من الاعتماد) وذلك (لأن الألم بقدر الوهي قلة وكثرة لا بقدر الاعتماد ولذلك يؤلم الاعتماد الواحد العضو الرقيق الرخو أضعاف ما لم يؤلم) العضو (القوى المكتنز وما هو إلا الاختلاف ما يوجب) ذلك الاعتماد (فيهما من الوهي) فإن التفرق الحاصل منه في الرخو أكثر وأقوى من الحاصل في المكتنز فلا يكون الألم متولدا من الاعتماد بل من الوهي لأن خاصة التوليد اختلاف المتولدات بحسب اختلاف أسبابها
____________________
البعض كما في الاعتماد فلا يلزمهم ما ذكر في جميع الأسباب المولدة (قوله على أن المستقبل بالإماتة والإحياء الخ) ذكر الإحياء في صدد بيان لزوم خرق الاجماع أما على سبيل الاستطراد وإيماء إلى أنه يلزم بعض المعتزلة خرق الاجماع على استقلاله تعالى بالإحياء أيضا لأن منهم من يدعي أن نسبة القدرة إلى الضدين على السوية كالجبائي فإذ اعترف بكون الموت المتولد من الجرح مقدورا للجارح لزمه أن يعترف بأن الحياة أيضا مقدورة له (قوله قال الله تعالى هو يحيي ويميت) فإن المستفاد من الآية صدور جميع الإحياء والإماتة منه تعالى كما عرفت من قولهم فلأن يعطي ويمنع على ما حقق في كتب المعاني (قوله وإلا لحصل ذلك الخ) منقوض بعدم حصول الألم بضرب الحجر مع
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الموقف الخامس في الإلهيات 2
2 المرصد الأول في الذات وفيه مقاصد 2
3 المقصد الأول 2
4 المقصد الثاني 14
5 المقصد الثالث 18
6 المرصد الثاني وفيه مقاصد 19
7 المقصد الأول 19
8 المقصد الثاني 25
9 المقصد الثالث 26
10 المقصد الرابع 27
11 المقصد الخامس 28
12 المقصد السادس 31
13 المرصد الثالث في توحيده تعالي 39
14 المرصد في الرابع في الصفات الوجودية 44
15 المقصد الأولى في اثبات الصفات 44
16 المقصد الثاني في قدرته 49
17 المقصد الثالث 64
18 المقصد الرابع 80
19 المقصد الخامس 81
20 المقصد السادس 87
21 المقصد السابع 91
22 المقصد الثامن 104
23 المرصد الخامس وفيه مقصدان 115
24 المقصد الأول 115
25 المقصد الثاني 143
26 المرصد السادس في أفعاله تعالى 145
27 المقصد الأول 145
28 المقصد الثاني 159
29 المقصد الثالث 168
30 المقصد الرابع 173
31 المقصد الخامس 181
32 المقصد السادس 195
33 المقصد السابع 200
34 المقصد الثامن 202
35 المرصد السابع في أسماء الله تعالي 207
36 المقصد الأول 207
37 المقصد الثاني 209
38 المقصد الثالث 210
39 الموقف السادس في السمعيات 217
40 المرصد الأول في النبوات 217
41 المقصد الأول 217
42 المقصد الثاني 222
43 المقصد الثالث 230
44 المقصد الرابع 243
45 الكلام علي القرآن 243
46 المقصد الخامس 263
47 المقصد السادس 280
48 المقصد السابع 281
49 المقصد الثامن 283
50 المقصد التاسع 288
51 المرصد الثاني في المعاد وفيه مقاصد 289
52 المقصد الأول 289
53 المقصد الثاني في حشر الأجسام 294
54 المقصد الثالث 298
55 المقصد الرابع 301
56 المقصد الخامس 303
57 المقصد السادس 306
58 المقصد السابع 309
59 المقصد الثامن 312
60 المقصد التاسع 312
61 المقصد العاشر 314
62 المقصد الحادي عشر 317
63 المقصد الثاني عشر 320
64 المرصد الثاني في الأسماء وفيه مقاصد 322
65 المقصد الأول 322
66 المقصد الثاني 330
67 المقصد الثالث 331
68 المرصد الرابع في الإمامة 344