____________________
إلى دونهم منزلة ولذلك مسمين بالجن (قوله لا نفيا ولا إثباتا) وأما قصة هاروت وماروت وهي مشهورة فجوابها إن السحرة كانوا يتلقون الأمور الغائبة من الشياطين ويلقونها بين الناس وكان ذلك يشبه الوحي فأنزلهما الله تعالى ليعلما السحر وكيفيته للناس ليعلموا الفرق بين المعجزة والسحر ولا ذنب فيه كذا في اللباب (قوله وإن الظن لا يغني الخ) قيل هذا جار في الأدلة الآتية وستعرف وجه الاكتفاء بالظن (قوله في تفضيل الأنبياء على الملائكة) قال الشيخ العربي في الفتوحات المكية سألت عن ذلك رسول الله عليه السلام في الواقعة فقال عليه السلام إن الملائكة أفضل فقلت يا رسول الله إن سئلت ما الدليل على ذلك فما أقول فأشار إلى أن قد علمتم إني أفضل الناس وقد صح عندكم وثبت وهو صحيح إني قلت عن الله تعالى من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وكم ذكر الله تعالى في ملأ أنا فيهم فذكر الله تعالى في ملأ خير من ذلك الملأ الذي أنا فيهم ولمن لا يسلم حجية واقعته أن يجيب عن الاستدلال بنفس الحديث بأن خيرية الملأ يجوز أن يكون باعتبار الكثرة فإن كون ثواب مائة ألف من الملائكة المقربين أكثر من ثواب عشرة رجال منهم رسول الله عليه السلام لا ينافي أن يكون عليه السلام أفضل من كل واحد من تلك المائة الألف بمعنى أن يكون ثوابه عليه الصلاة والسلام أكثر من ثوابه كما هو محل النزاع ههنا فتدبر (قوله الأول قوله تعالى الخ) قد سبق أن آدم عليه السلام لم يكن نبينا في الجنة إذ لا أمة له هناك فكيف قبلها لكن فضله قبل النبوة يدل على فضله حال النبوة وأما نفي فضل غير النبي على الملائكة المقربين فهو بمعنى أن من أوليس نبيا لا في الحال ولا في الاستقبال لا يكون أفضل منهم لكن هذا الدليل إنما يتم إذا كانت الملائكة المأمورون بالسجود الجميع لا ملائكة الأرض فقط وفيه بحث فإن قوله تعالى في آخر سورة الأعراف إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون بتقديم له على يسجدون يدل على أن الملائكة المقربين لا يسجدون إلا لله تعالى فإن تقديم ما حقه التأخير يفيد ذلك كما تقرر في المعاني وجوابه إن تقديم له يجوز أن يكون للاهتمام أو للرعاية على الفاصلة فإن دلالة التقديم المذكور على الحصر ليست بكلية كما تقرر أيضا في المعاني ثم إن قوله تعالى كلهم أجمعون بتأكيدين يدل على صدور السجود من الجميع