____________________
وراء العلم فلا يلزم من انتفائهما بالفعل التجهيل كما لزم أبا الحسين على زعمهم فليتأمل (قوله فإنه تواتر إنهم كانوا يثبتون له الكلام) أي يثبتون أنه تعالى منتصف بالكلام لا أنه موجد له كما تزعمه المعتزلة ثم إنه لا يتوقف ثبوت الشرع الذي توقف عليه الكلام على الكلام حتى يلزم الدور إذ يجوز إرسال الرسل بأن يخلق الله تعالى فيهم علما ضروريا برسالتهم وما يتعلق بها من الأحكام أو يخلق الأصوات الدالة عليها أو بغير ذلك ويصدقهم بأن يخلق المعجزة على أيديهم من غير احتياج في شئ من ذلك إلى اتصافه تعالى بالكلام فما ذكر في التلويح من أن ثبوت الشرع موقوف على علمه وقدرته وكلامه تعالى لا توجيه له (قوله إنه معجزة خارجة عن قوة البشر) إشارة إلى أن دلالته على الصدق أوليس باعتبار أنه كلام حتى يلزم الدور لا يقال القرآن الحادث معجزة يدل على القرآن القديم وهو الكلام النفسي فليس فيه شبهة الدور لأنا نقول صدق الحادث إنما يعلم بدلالة المعجزة التي هي نفسها فجاء الدور والمخلص ما ذكر (قوله كما إذا كانت المعجزة شيئا آخر) إن قلت فحينئذ يتوقف أعلى المعجزات وأظهرها على ما هو أدنى منه ولا يخفى بطلانه قلت الإعجاز في الكلام اللفظي لا الكلام النفسي وهو الثابت بالشرع المتوقف على ما ذكر على أن الثابت بالإعجاز كون الكلام اللفظي من عند الله تعالى ويكفي فيه حصوله بإقداره وتمكينه مع عدم إقدار غيره والثابت بالشرع كونه صفة له تعالى قائمة به على ما هو رأي السلف في الكلام اللفظي أو كونه بإيجاده تعالى بلا واسطة ولو في غيره (قوله وقدحت الأخرى في كبراه) إن حمل تعاقب الوجود المذكور في